سمر المقرن
نشرت أحد الصحف المحليّة، يوم أمس الأول، خبراً بعنوان: (الموافقة شرط لظهور الدعاة إعلامياً) مفاده أنه وبعد ظهور أحد الدعاة بتصريح يدعي فيه أن ارتكاب فاحشة زنا المحارم أهون من ترك صلاة الفجر، أصبح ظهور الدعاة إعلامياً مرهون بموافقة وزارة الشؤون الإسلامية، وبعد أن تأكدت بنفسي من هذا الخبر وأنه غير صحيح، وبعيداً عن هذا كلّه، فإن مثل هذا التنظيم لو صدر قد يكون مفيداً من حيث تحجيّم الفوضى الحاصلة في الخطاب الديني والتي للأسف تُسيء إلى ديننا الإسلامي وتجعل -بعض- الخطاب المتطرّف يتصدّر المشهد، خصوصاً في ظل وجود من يتصيّد على هذا الدين ويزعم أنه سبب كل مشاكل الحياة كما نرى في وسائل إعلام أجنبية أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبرغم أنني لا أميل إلى مصادرة أراء الناس، وأؤمن بأن الجميع له حق التعبير، لكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك تنظيم يمسك بزمام الأراء الدينية التي لا تُمثل مجتمعنا السعودي الوسطي، ولا تُمثل ديننا السمح. وقبل إيجاد تنظيم لا بد من أن يتم تشخيص المشكلة، ووضع خطوات عملية لحلها، مع تنظيم يوقف الأخطاء الحاصلة عند حدّها. فلكل إنسان رأيه وهو حر في إعلانه عدا الرأي الديني في ظل أوضاع سياسية حرجة على كافة الأصعدة، وتجيير وتجييش من يبحث عن الزلات ويتصيّد الأخطاء، فالتنظيم أصبح حاجة ملحة للتصدي لهذه الموجة العارمة من الأراء الدينية الشاذة والفتاوى العشوائية!
من حقنا أن نحافظ على ديننا، وعلى سمعته، وأن نوقف كل من يسيء له عند حدوده، وأن نظهر الجوانب الإيجابية في هذا الدين الذي نؤمن به بطريقة صحيحة. وأن نتحرك بالكلمة الجميلة والسلوكيات الأحسن التي تُعبر عن الدين بالرفق واللين بعيداً عن الأفعال والأقوال التي تُعقد الناس وتخلق بيننا وبين الآخر فجوة من الصعب ردمها، فالهدم سهل لكن البناء جداً صعب. من المهم أن ننتقي الألفاظ والكلمات والعبارات التي لا تخدش الآخرين ولا تجرحهم أو تؤلمهم، أن نتقي شرور الفتنة الطائفية التي تحرق الأوطان وهي بوابة عريضة لدخول الشيطان.
تنظيم الخطاب الديني لم يعد خياراً، إنما هو حاجة ملحة يفرضها علينا الشعور بالغيرة على ديننا!