أمل بنت فهد
الفرسان لا تقبل الركون لمقاعد النائحات حين يصرخ الإنسان المظلوم.. ولا تكتفي بمواقف الشجب والاستنكار حين تدرك أن بيدها أن تقدم أكثر من ذلك.. الفرسان تمنعهم نخوتهم أن يصموا الآذان عن الأنين.. وتدفعهم حكمة الحكماء للوقوف في وجه العصابات واللصوص وقطاع الطرق.. لأنهم يدركون أين تتحول الحرية إلى طغيان يبدأ بالأضعف إلى أن يصل للأقوى ويجهز على ما بقي من الإنسانية.
والسعودية فروسية أعلنت للعالم كله كيف يكون الفعل لا الكلام.. مواقف شتى تحكي عن الخطوات التي يخشاها غيرها.. حين تكون الأنانية والتجاهل سمة الأغلبية.. فإن السعودية تقتحم الصعاب ولا تبالي.. لأنها تتحرك وبيمينها إيمان بحقوق البشرية.. وبشمالها حسم يوقف الجبناء عند حدهم.. وفي (إعادة الأمل) إيمان ويقين بأن اليمن سيعود بعد أن مرض بلوثة قطاع الطرق.. بعد أن قطع عليهم التحالف المبارك أي سبيل بأن يملكوا سلاحاً أو قوة أو كلمة.. وبعد أن استنفدوا كل الفرص ليظهروا توبتهم وأوبتهم.. وما تجنيد الأطفال إلا إعلان أخير عن العجز والانحسار.
كان بإمكان السعودية أن تكتفي بحماية حدودها.. لكنها النخوة التي تأبى تجاهل نداء الجار.. وسبق أن قالتها السعودية صريحة في وثيقة الشرف التي تهم كل عربي ومسلم.. وثيقة براءة من الخذلان أو التجاهل.. وثيقة الفعل لا الكلام.. في بيان وزارة الخارجية بشأن اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول عضوية مجلس الأمن في (12) من نوفمبر عام 2013م والتي نفخر بها.. جاء فيها:
«من المؤسف في هذا الصدد أن جميع الجهود الدولية التي بذلت في الأعوام الماضية والتي شاركت فيها المملكة العربية السعودية بكل فعالية لم تسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها لكي يستعيد مجلس الأمن دوره المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم».
«إن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عامًا والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته».
«إن فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية ليعد دليلاً ساطعًا وبرهانا دامغًا على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته».
«كما أن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته».
«وبناًء على ذلك فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقًا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعلياً وعمليًا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين».