فوزية الجار الله
أردت الكتابة هذا الأسبوع فتدفق إلى رأسي فيض من الأفكار تقاطرت من هنا وهناك، بعضها بدا شاحباً والآخر مضيئاً وبعضها كان يرافقني ويلح عليّ منذ زمن وبعضها وليد حديث منذ أيام أو لحظات فقط..!.
قلت أكتب عن إرهاصات توحي بأفول الصحافة الورقية في هذا الزمن بسبب اجتياح الإعلام الرقمي واحتلاله فضاء الصدارة، هناك الكثير من المؤشرات التي تنبئ عن تغير هائل في وسائل الإعلام، أتذكر بأنني قد اطلعت على أكثر من دراسة حول ذلك، هذا أمر هام ولكن ثمة ما هو أهم.
مثل ذلك الخبر الذي قرأته منذ أيام والذي يقول بأن مملكة السويد قد نجحت في إعادة تدوير النفايات حتى أصبحت تستورد القمامة من بلدان أخرى لتحافظ على استمرار تشغيل مصانع إعادة التدوير، حيث بلغت نسبة النفايات المنزلية في السويد التي تذهب إلى مكبات القمامة أقل من واحد في المائة منذ العام 2011.. ويأتي هذا الخبر من منطلق أن الشعب السويدي حريص جداً على الطبيعة من حوله، كما ذكرت إحدى المسؤولات عن مصانع التدوير، دولة متقدمة تناقصت مشكلاتها المجتمعية كثيراً حتى أصبح يشغلها تدوير النفايات والحرص على الطبيعة.. خبر يستحق الإعجاب والإشادة، لكنها تبقى بلداً أوروبياً، لسنا منهم وليسوا منا فقد صدروا إلينا الإرهاب والأسلحة وأوقدوا شرارات الحرب في بلادنا ثم تفرغوا لتنظيم بلدانهم، ألا تباً للظالمين ومن على شاكلتهم.
تأتي فكرة أخرى عن أديب سعودي جميل رأيت لقاء له عبر إحدى القنوات واقتنيت رواية له منذ زمن لكنني لم أتفرغ لقراءتها بعد، وهو كاتب رائع يستحق الاهتمام والكتابة لن أفصح عن اسمه حتى أقرأ المزيد عنه بما يليق بسيرته العطرة.
أطوي صفحة الأفكار، أشطب الكثير من الكلمات أرفع رأسي إلى السماء في محاولة لمعانقة الشمس والهواء، كل ما ذكرته لا يعدّ شيئاً وإنما هي حال شبيهة بطفل يلهو بين ألعابه بينما والدته تصرخ لأن ثمة حريقاً في المنزل ولابد من الاتصال بفرقة المطافئ!!.. وهو عاجز لأن جسده لايزال ضئيلاً وغير قادر على فعل واعٍ كما يفعل الكبار، هكذا تبدو حالة العجز التي نعانيها على مستوى المجتمعات حين يأتي ذكر حلب، ثم ماذا أقول عنها؟.. هل أكون ناقلة لتباشير الخير كما يقول البعض أم أصدر إليكم كلمات أخرى متشائمة من قبل آخرين؟.. أم أصب الشتائم واللعنات على أؤلئك الأفاقين الكذابين الذين أصبحوا يتكاثرون في عالمنا مثلما يتكاثر الجراد!.. ألا تباً للظالمين!.. مسك الختام تبقى حلب نبض القلب والذاكرة، هي عطر الروح لعالمنا العربي والإسلامي ولابد أن تعود، بإذن الله ستعود يوماً.