خالد بن حمد المالك
كانت سياسات ومواقف الدولة الخارجية حاضرة في خطاب الملك سلمان في مجلس الشورى، وقد وضع المواطنين في صورة أثرها الملموس في الحفاظ على المصلحة الوطنية، وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وزاد على ذلك بأن المملكة سوف تستمر بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي، وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك.
* *
الملك سلمان جدد موقفه مما يعصف بالعالم من إرهاب، وقال إن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام، مطمئناً شعبه بأن الدولة السعودية منذ ما يقارب الثلاثمائة عام حيث مولد الدولة السعودية الأولى، ثم قرابة المائة عام حيث الدولة السعودية الثالثة مرت عليها ظروف صعبة، وتهديدات كثيرة، لكنها بحمد الله تخرج منها، وهي أكثر صلابة، وأقوى إرادة.
* *
كما يقول خادم الحرمين الشريفين: لعل الظروف التي مرت بها المملكة وشقيقاتها الدول الخليجية في العقود القريبة الماضية خير مثال على استمرار الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته، وأن هذه الظروف التي تمر بها الآن ليست أصعب مما سبق، ما يعني أننا سوف نتجاوزها نحو مستقبل أفضل، وغد مشرق، مؤكداً عزمه بأن لا يسمح للتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها أن يُستغل أبناء شعبنا لأهداف مشبوهة.
* *
ولأن من الأولويات في سياسة المملكة الخارجية دعم القضية الفلسطينية، والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، فقد جدد الملك سلمان التأكيد على هذا الموقف الذي يعد من الثوابت في سياسة المملكة، وطالب بإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وأن المملكة سوف تواصل جهودها من أجل إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ووقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
* *
وذكّر خادم الحرمين الشريفين المواطنين بما تمر به منطقتنا من تعدد الصراعات والأزمات، مما أوجد حالة من الاضطراب، وعدم الاستقرار، وزيادة المخاطر، مضيفاً -حفظه الله- بأن المملكة تبذل أقصى جهودها على الساحتين الإقليمية والدولية من خلال الحوار والتشاور، لإيجاد حل لتلك الصراعات والأزمات بالوسائل السلمية، وأنه متفائل بغد أفضل، رغم ما تمر به المنطقة من مآس وقتل وتهجير.
* *
وكانت خاتمه مصارحة الملك لشعبه عن الحالة اليمنية، حيث أكد على أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة، وأن المملكة لن تقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية، أو ما يؤثر على الشرعية فيه، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها، مشدداً على أن موقف المملكة من الأزمة اليمنية هو المطالبة بحل سياسي وفق المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 .
* *
خادم الحرمين الشريفين أنهى خطابه التاريخي بالتنديد والاستنكار لمحاولة الانقلابيين الحوثيين استهداف الأماكن المقدسة، وأن ذلك لن يثني المملكة في الاستمرار في تقديم المساعدات تباعاً للأشقاء في اليمن، وذلك امتداداً لسياساتها في مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للتخفيف من معاناتها جراء الحروب والكوارث الطبيعية والصراعات، وذلك إعمالاً لمبادئ ديننا الحنيف، وشعوراً من هذه البلاد بالواجب نحو المتضررين.
* *
كانت هذه من ضمن أبرز العناوين للكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيث تضمن خطابه الشأن الداخلي، وامتد إلى الموقف من التطورات في الخارج، حيث لامس الملك كل شأن، وحدد موقفنا من كل قضية، بوضوح وصراحة وشفافية لا تقبل التأويل، أو التفسير بغير ما عناه الملك سلمان.