سعد الدوسري
كل الحوارات والتقارير الصحفية والتلفزيونية والإذاعية التي تناولت مدعي الرقية الشرعية، لم تنجح في المساس من هيبتهم، وذلك لسببين، الأول؛ أن من يقوم بإعداد التقارير أو إجراء الحوارات، لا يملك من التأهيل الشرعي ما يجعله قادراً على مواجهة حجج هؤلاء الأدعياء، الذين يتكئون على فكرة أن الآخرين يهابون مناقشتهم، بسبب مظهرهم المتدين! الثاني؛ أن هناك فقراً في الخدمات الحكومية الصحية، وعجزاً في استقبال وتنويم المرضى في الأوقات التي تستدعي علاجهم وتنويمهم، مما يدفعهم لطلب المداواة من المعالجين الشعبيين والرقاة.
لقد قال المختصون بالشريعة كلمتهم في مجال الرقية الشرعية، ولم يعد هناك مجال لاستغلالها في تحقيق المكاسب المعنوية، لمن يعالجون مجاناً، أو المكاسب المادية، لمن يبيعون الماء أو الزيت الملوث، تحت غطاء ماء أو زيت الرقية. وستكون المسؤولية بعد ذلك على عاتق من يؤمن بهؤلاء المدعين؛
-لماذا لا يمتهن العلماء الشرعيون المعروفون هذه المهنة؟! لماذا لا يمتهنها إلا المغمورون؟!
سؤال يجب أن يسأله كل منا على نفسه، قبل أن يعرض لنفسه للأذى، على يد بعض من هؤلاء. ثم ليتوجه للمكان الصحيح المختص بعلاجه، حتى ولو تكبد العناء في ذلك، فحال الخدمات الصحية فقير بلا شك، ولكنه أغنى بكثير من حال الرقاة والمداوين بالأعشاب، الذين وإن نجح بعضهم في اكتساب ثقة شريحة من المرضى، إلا أن ذلك لا يعني أننا يجب أن نصمت إزاء جرائم بعضهم الآخر.