د. ناهد باشطح
فاصلة:
((أول اضطهاد عرفه التاريخ هو اضطهاد النساء مما يجعل نسف الأسس التي يقوم عليها ذلك الاضطهاد خطوة ضرورية لنسف كل اضطهاد آخر))
- روجيه جارودي -
استجاب المتحدث الرسمي لمجلس الشورى الدكتور محمد المهنا بالرد على مقالة الزميلة د. هتون الفاسي في جريدة الرياض العدد الصادر في 15 ديسمبر 2016 معلقاً على مقالتها التي طالبت فيها مجلس الشورى بالتكلفة المادية للإستراتيجية الإعلامية للمجلس وتوثيق تجربة عضوات مجلس الشورى في المجلس كون الدورة الأولى لهن انتهت وبدأت دورة شورية جديدة.
وبالرغم من كوني متخصصة في الإعلام إلا أني سأتجاوز حديث متحدث مجلس الشورى الرسمي عن الإستراتيجية الإعلامية للمجلس إلى ما هو الأهم في وجهة نظري حيث اعتراضه على توثيق تجربة عضوات المجلس مبرراً ذلك بالمساواة حيث تعمل العضوة جنباً إلى جنب مع زميلها عضو المجلس، وأن لدى المجلس إدارة توثيق تحصر قراراته وأعمال لجانه بشكل عام» على حد تعبيره.
ولا أعلم إذا كان «المهنا» يعرف أن السعودية هي الثامنة عربياً في مؤشر المساواة بين الجنسين وأنها عالمياً في المرتبة 134
وأن معايير مؤشر المساواة بين الجنسين لا يوجد بها توثيق عمل النساء بقدر ما يكون التركيز على إسهام المرأة في العمل في المجتمع ونحن نعرف أن نسبة وجود عضوات الشورى إلى الأعضاء غير متساوية، فالمرأة تشكل 30 % من المجلس في الدورة الأولى التي شاركت بها والتمثيل الكمي ليس حديثنا في هذه المقالة.
في الدراسات والأبحاث ما زال صوت المرأة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص خافتاً أو غائباً فهي حتى في وسائل الإعلام تغيب أن تكون المصدر، ثم نتطلع إلى إيضاح صوتها في الشورى كأول خطوات تمكينها السياسي مع تجربة الانتخابات البلدية فنصطدم في مصطلح المساواة ولذلك من الطبيعي ألا نشارك في مؤتمرات عن التاريخ الشفوي للنساء ولا نشجع كتابة سير النساء وأدوارهن في المجتمع توثيق وهو ما يعتبر تهميشاً لدورها وعدم السماح لبناء مصادر تاريخية لكتابة التاريخ الاجتماعي.
إن أحد مستويات تمكين المرأة هو مستوى المناخ السياسي والاجتماعي والقواعد والحوار العام حول إسهامات المرأة في المجتمع وحبذا لو كانت بطريقة علمية منهجية كالتوثيق.