د.عبدالعزيز الجار الله
الصراع القادم يتجه إلى صراع مساحات الدول، وعدد سكانها. العالم يعيش الآن مواجهات على وسائل الإعلام، وسيتحول الصراع من الحرب الإعلامية والمعلوماتية إلى الحرب السياسي والعسكري.
يوم الجمعة الماضية قال الرئيس الأمريكي أوباما في حربه الكلامية مع الرئيس الروسي بوتين على خلفية تدخله في الانتخابات الأمريكية.. قال أوباما إن روسيا دولة ضعيفة، واقتصادها لا ينتج سوى النفط والغاز والسلاح، ووصف روسيا بالقليلة والضعيفة. كما أن الرئيس بوتين سبق أن وصف فرنسا في إحدى المواجهات بالدولة الصغيرة، ووصف بلاده في حوار عن الحدود بأن حدود روسيا لا نهاية لها؛ باعتبارها أكبر مساحة على الكرة الأرضية، تبلغ (17) مليون كيلومتر مربع، وتأتي بعدها كندا (9.9)، ثم أمريكا (9.6) مليون كيلومتر مربع، ثم الصين (9.5) مليون كيلومتر مربع. كذلك الحال بالنسبة للسكان.
أكبر دول العالم من حيث السكان هي الصين (1.4) مليار نسمة، ثم الهند (1.3) مليار، ثم أمريكا (300.4) مليون، ثم تأتي روسيا بالمرتبة التاسعة (140) مليون نسمة. الأمر لا ينتهي عند أرقام إحصائية، ولا حتى جدل إعلامي، بل توازن في القوى، وقيمة في الحروب القادمة.
السعودية تبلغ مساحتها مليونَيْ كيلومتر مربع تقريبًا، ومساحة الجزيرة العربية (3) ملايين كيلومتر مربع، وسكان الخليج نحو (54) مليون نسمة، وهو قابل للزيادة في التعداد القادم عام 2020، وهذا ما قصده الرئيس أوباما والرئيس بوتين في المواجهة الكلامية التي تعبِّر عن واقع الصراع وأسلحة المواجهة القادمة؛ فدول الخليج العربي كيان اتحادي، حتى لو لم يكن على الأوراق الرسمية لدول التعاون، لكنها على واقع أرض الجزيرة العربية اتحاد سياسي وعسكري، والحروب التي دخلتها أو شاركت بها تثبت هذا الاتحاد في دول الجزيرة العربية، مثل حروب: العراق وإيران، تحرير الكويت، أزمة الربيع العربي وحرب اليمن. جميعها تدلل على أن الجغرافية السياسية والطبيعية متوافقة، وتكتمل باحتواء اليمن تحت المظلة الخليجية بتعداد سكاني (26) مليون نسمة؛ ليتجاوز سكان الخليج (80) مليونًا؛ لأن المستقبل القوي للكيانات الكبيرة والمترابطة؛ فالمساحة والسكان عاملان للأمن والاستقرار القادم.