«الجزيرة» - سلطان المواش:
أكدت وكالة الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة نجاح استزراع وإنتاج سمكة الرمال أو خيار البحر في إحدى كبرى شركات الاستزراع السمكي السعودية، بعد خمسة أعوام من البحث للوصول إلى إمكانية الإنتاج التجاري لخيار البحر المحلي في البحر الأحمر.
وتأتي أهمية تنويع الأحياء المائية المستزرعة بعد اعتماد الوزارة اتفاقيات مع جهات مختصة عدة من أجل استزراع عدد من الأحياء المائية ذات القيمة الاقتصادية العالية، ودراسة إمكانيات إنتاجها التجاري، وكذلك أهمية استزراعه تجنبًا لمخاطر التفرد باستزراع النوع الواحد من الأحياء المائية كإجراء وقائي في الأمن الحيوي للمملكة.
وقال وكيل الوزارة للثروة السمكية المهندس أحمد العيادة إن نجاح مثل هذه المشروعات يعزز التفاؤل بتحقيق رؤية (2030) لأهدافها التنموية الطموحة، وإيجاد وتوفير فرص استثمارية في قطاع الثروة السمكية تجسيدًا لمبدأ الشراكة المحلية والدولية لنقل الخبرات وتوطينها، والمساهمة في تعزيز مسيرة البناء والنمو والتطوير.
وأضاف المهندس العيادة بأن العمل في بدايته، والرؤية بعيدة المدى. وأشار إلى أن هذه إحدى أنجح التجارب في قطاع الثروة السمكية؛ إذ إن استزراع خيار البحر يشكِّل مطلبًا بيئيًّا ملحًّا؛ لما له من دور في سلسلة التوازن البيئي البحري، كما يُعَدُّ خيار البحر من الأنواع الحديثة في الاستزراع المائي بالمملكة.
وضمن التعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص، اجتمع فريق سعودي مع وفد من الصين سبتمبر الماضي؛ لتفعيل تفاهم مشترك بين البلدَيْن لتصدير المملكة خيار البحر المستزرع في مياهها إلى الصين؛ إذ يحظى خيار البحر في دول شرق آسيا بالإقبال على شرائه لندرة الحصول عليه؛ فهو من الكائنات التي تحتاج إلى إدارة وصيانة مصايدها، حسب توجيهات منظمة معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوانات والنباتات المهددة بالإقراض.
ويُعد خيار البحر من المأكولات البحرية التقليدية في بعض دول العالم؛ لاحتوائه على عناصر غذائية من مصادر البروتين وفيتامين A والكالسيوم، وانخفاض السعرات الحرارية والدهون والكولسترول. كما أن خيار البحر المستزرع في المملكة يُعتبر أجود أنواع خيار البحر في البحر الأحمر، وتحتاج تربيته إلى مياه جديدة ونقية، وكثافة استزراعه في وحدة التربية يجب أن تكون منخفضة لضمان دورته الإنتاجية الصحيحة لتطبيق إجراءات أمن حيوي عالية واحترافية لاستزراعه على شواطئ المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر، الذي كان ناجحًا لملاءمة المناخ والبيئة الطبيعية.