تعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات السبع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا متفوقةً على الفرنسية والروسية. وتتوقع الإحصاءات أن يتحدث بها عام 2050 نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى..
وهي ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي كما قلنا لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.
والعربية هي أيضًا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
لقد كان للغة العربية -بفضل الإسلام- أنصار ومحبون من غير العرب، وكان لها منهم علماء وأعلام عرَّبهم الإسلام، حتى كان منهم أصحاب المؤلفات الرائعة، في قواعد اللغة العربية وفي بلاغة القرآن،
بل إن أعظم كتاب في النحو العربي هو كتاب سيبويه الفارسي، في 18 ديسمبر من كل عام، تقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لكونه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة وهي الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والإسبانية. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، هذا التكريم الذي يؤكد أهمية ومدى انتشار اللغة العربية.
وهكذا خرجت اللغة العربية، لغة القرآن، من لغة قوم إلى لغة أقوام، ومن لغة محدودة بحدود أصحابها، إلى لغة دعوة جاءت إلى البشر كافة، فكانت لسان تلك الدعوة، ولغة تلك الرسالة، ونتاج تلك الرسالة من فكر وحضارة وثقافة...
فبلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع، مدى لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا. يا لها من لغة عظيمة ليت شعري يستطيع أن يوفيها قدرها... ليت قلمي يستطيع أن ينثر واقعاً تعيشه لغتنا يا لا تلك الآهات التي تحيط بقلبي على لغتي... يا من تخصصتها ودرستها وعلمتها لبنات بلدي نعم ما أجمل تلك العبارات:
إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم
أنوح كما ناح الحمام المطوق
إن الذي ملأ اللغات محاسن.. جعل الجمال وسره في الضاد.
فأقول تعلموا العربية فغنها من دينكم تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة،
فاللغة العربية أغنى لغات العالم، وإن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر، العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة.
ختاما أقول يا لغة أحبها وأتمنى رفعتها... يا لغة لك في القلوب جمال... فلنحب لغتنا ولنفتخر بها... ولنسمو بجمال وعبارات تلك اللغة الخالدة...
وقفة....
تلك لغتي... جميلة بكلماتها... عزيزة بمعانيها... وأي لغة... إنها لغة الضاد... بسموها وعزها...
- غدير الطيار