عمر إبراهيم الرشيد
منزلة اللغة العربية وفضلها لا يخفيان على أفهام القراء الكرام، وإن لاقت هذه اللغة المجيدة النكران والصد من بعض أبنائها، إلا أنها ظلت ولا تزال خالدة فخمة حتى في آذان من لا يفهمونها من مرهفي الحس ومتذوقي الجمال بأطيافه. والأجمل الذي يثلج الصدر ويبعث على الفخر تحديد الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يوماً لهذه اللغة، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في باريس، ومعها الدول العربية ومنظمات وجمعيات مدنية. وللانصاف تتطور أشكال وأنماط هذه الاحتفاليات عاماً بعد عام، ومما يبهج ويعطي معاني وإشارات نفخر ونعتز بها كسعوديين، ما نظمته مجموعة (سمايا) بالتعاون مع مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة لمعرض روائع الخط العربي في مقر منظمة اليونسكو في باريس، وكون المجموعة والمركز سعوديين فإن ذلك يشكل إسهاماً ومبادرة حضارية دون مبالغة أو إدعاء. فاللغة هوية حضارة أي أمة وحاملة ثقافتها أمام الشعوب وباقي الأمم، والخط العربي يتفرد بكونه وجهاً جمالياً قائماً بذاته عدا عن كونه هوية اللغة المكتوبة، وتنظيم هذا المعرض لعشاق هذا الفن الروحاني والجمالي السامي بجهات سعودية مع اليونسكو مفخرة ورد على من ظل ولا يزال يعمل على تشويه هذه الحضارة العربية الإسلامية، سواء من بعض أبنائها الذين خانوها أو أعدائها المتربصين بها. عدا عن ترويج أن شعوب الخليج ودوله مجرد نفط. مثل هذه الأحداث والمعارض تشكل ما تناولته ويتناوله غيري من الزملاء بأنها قوة ناعمة نحن بأمس الحاجة لإيلائها مزيد العناية كحومة ومنظمات مدنية ورجال أعمال وأفراداً، وما قامت به مجموعة (سمايا) مع مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة يستحق التبجيل والدعم بكل وسيلة ليكون محفزاً لغيرهم للمساهمة بمبادرات كهذه لصالح حضارتنا الخالدة وأوطاننا الخليجية وأمتنا الإسلامية والعربية. يوم الـ18 من ديسمبر صار أياماً للاحتفاء بلغة الضاد تبدأ قبل هذا اليوم.
وللحديث بقية