عبد الرحمن بن محمد السدحان
كان يوم الأربعاء الماضي الخامس عشر من هذا الشهر يوماً مشهوداً تُوَّج بافتتاح سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، للدورة السابعة لمجلس الشورى، وإلقاء خطابه السامي بهذه المناسبة.
* * *
وقد كان ذلك الخطاب ضافياً وحافلاً بالمعاني والطموحات المستقبلية التي يتطلع لتحقيقها كل مواطن ومواطنة في هذا البلد العزيز، وقد تحدث من خلاله الملك المفدى عن الجهود التي تبذلها الدولة -رعاها الله- بسخاء، حاضراً ومستقبلاً، لخدمة هذا الوطن وإسعاد أبنائه، ورفع مستوى العيش الكريم له في يومه وغده، ورسم حفظه الله خارطة طريق لآمال وطموحات المملكة تمثّلت في حزمة من الخطط والبرامج الكبرى التي تصبّ في صالح هذا الوطن وأهله، سواءً ما يتعلق بتطوير أداء ومخرجات البنية التحتية للتنمية بأصولها وفروعها، أو معالجة المعوقات التي قد يتعثر بسببها -لا سمح الله- هذا الطموح، فيتحول عن مساره المأمول.
* * *
وأشار الملك المفدّى بنبرة صريحة مشحونة بالتفاؤل إلى مشروع التحوّل التنموي الطموح في المملكة العربية السعودية صوب غدٍ غنيَّ بالعطاء زاخرٍ بالإنجاز، واستغلال ثروات الوطن المتعددة الاستغلال الأفضل لهذه الغاية بما يخدم الوطن والمواطنين على كل الصُّعد، عبر قنوات التنمية المختلفة، وإعادة هيكلة البنية الإدارية والخدمية والاجتماعية والصناعية والتربوية بما يتواءم مع هذا الطموح، ويأتي في مقدمة هذه الطموحات محاولة الخروج من عنق (الزجاجة النفطية) كمصدرٍ رئيسٍ للدخل.
* * *
وقال أيده الله ضمن كلمته الضافية ما نصه: (إن التوجّهَ الآن يسير نحو التحوّل سعياً لرسم مستقبل واعد للوطن وذلك من أجل استمرار وتسريع وتيرة النهضة التنموية الشاملة في جميع القطاعات بالاستفادة من المقومات الاقتصادية والفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة)
ومضى يقول حفظه الله: (.. من أجل ذلك، تبنينا (رؤية المملكة 2030) التي تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وفق رؤية إصلاحية جديدة من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل لتكون قادرةً بإذن الله تعالى على مواجهة التحديات وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال تنويع مصادر الدخل، واستغلال الطاقات والثروات المتوافرة والإمكانات المختلفة المتاحة لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين).
* * *
وتحدث الملك المفدى أيده الله عن طموحات (رؤية المملكة 2030) مشيراً إلى أنها تحوي خططاً واسعةً وبرامجَ اقتصاديةً واجتماعيةً وتنموية لتستهدف إعداد المملكة للمستقبل الواعد بكل خير، وأن من بين أولوياتها تحسين مستوى الأداء للقطاعين الحكومي والخاص وتعزيز الشفافية والنزاهة، ورفع كفاءة الإنفاق من أجل رفع جودة الخدمات المقدمة بما يحقق الرفاهية للمواطن، وأكد في هذا السياق أن المملكة في ظل هذه الرؤية، تتطلع إلى رفع نسبة الصادرات غير النفطية ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحقيق قدر أفضل من التنافسية عالمياً، إلى جانب تخفيض معدل البطالة وزيادة القوة الاستيعابية لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام، حُجّاجاً ومعتمرين.
* * *
وبعد..
فتلك كانت ومضات سريعة وموجزة لبعض ما جاء في الخطاب الملكي السامي تحت قبة مجلس الشورى في دورته السابعة، ملمّحاً حفظه الله إلى وجود (خارطة طريق) طموحة مدروسة تهدف إلى تحقيق الأهداف التنموية المنشودة بإذن الله.
حفظ الله هذه البلاد، سيادةً وكياناً وشعباً، وأعانها على تجاوز كل العثرات وصولاً إلى الغد القادم الموعود، بكل ما فيه خيرُ الوطن والمواطنين.