سعد الدوسري
تعاني معظم مدن المملكة، وفي مقدمتها الرياض ومكة المكرمة وجدة، من أزمات شديدة، بسبب إهمال البلديات للأحياء العشوائية. وتمتد هذه الأزمات ما بين الاجتماعية إلى الأمنية إلى الصحية، وكلما تبوأ مسؤول جديد منصب الأمين في مختلف مناطق المملكة، نجد أن القضاء على العشوائيات هي أولى أولوياته. ومع الوقت تغدو هذه الأولوية، في ذيل القائمة، وتواصل العشوائيات تسجيل حضورها على المشهد الحضاري للمدن، وتدفع القطاعات الخدمية الرسمية أثماناً باهظة لاستمرار وجودها. فمثلاً، ترصد الجهات الأمنية ميزانيات خاصة للحفاظ على الأمن داخل هذه الأحياء العشوائية وعلى المناطق المجاورة لها والتي تتواصل شكواها من انفلات شباب وفتيان تلك الأحياء. وكذلك الأمر بالنسبة لمقدمي الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية. كل هؤلاء يواجهون صعوبات بالغة في تأدية أعمالهم وسط المناخات الفقيرة والمريضة وغير السوية.
إن الأزمات التي تواجهها معظم مدن المملكة جراء هذه العشوائيات تستنزف بلا شك المال والطاقات البشرية، ولا تنتج في النهاية سوى المزيد من الأزمات المتراكمة، ولن يكون هنالك حل، إلا بالقضاء عليها وإعادة بنائها. وربما لو جربت القطاعات الحكومية المعنية بهذا الملف، التنسيق مع القطاع الخاص والأوقاف لتمكنا من الوصول إلى هذا الحل؛ المهم ألا نستمر، نأمل شيئاً من القطاع الحكومي، فهو بصراحة لم يقدم شيئاً، ولن يقدم بالتالي شيئاً.