محمد آل الشيخ
في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قامت الجامعة مشكورة بإجراء لقاء مفتوح أراه في غاية الأهمية مع مجموعة من المستفيدين من (مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة). أحد المستفيدين ممن غرر بهم دعاة الفتنة من الأخونج والسروريين، تحدث بأريحية وصدق عن تجربته وكيف وقع ضحية لهؤلاء المحرضين، يقول بالنص:
(في البداية كنت شاباً أتوقد حماساً نصرةً للدين، مرت عدة عوامل دفعتني أو هيجت الحماس عندي منها القتل الذي كان يحصل في الأفغان وغيرها من البلدان في أماكن الصراع، كذلك كانت بعض الصحف استهزأت بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كان هناك جلسات خاصة أو دروس خاصة كذلك كنّا نشحن في بعض المنابر والخطب الحقيقة غير المنضبطة، الذين الآن نرى من كان يرتقي هذه المنابر ويحرضنا على نصرة الدين وكأننا الوحيدين من سننقذ الإسلام، نحن الصحابة في نظره في ذلك الوقت هم الآن يعيشون في أماكن فارهة ويسافرون لكل الدول وأنا وزملائي وغيرنا من الشباب منهم من سجن وفتح الله عليه وعاد إلى الطريق الصحيح وكثير من أصحابنا وأقاربنا ذهبوا إلى أماكن الصراع ولاقوا حتفهم في تلك الأماكن وقتلوا من الأبرياء كلهم ضحايا، بعض الدعاة الذين كانوا يتلبسون بلباس الدين ويجرونا إلى هذا النفق المظلم).
وهذا رابط اللقاء كاملاً على اليوتيوب في الإنترنت: https://twitter.com/qwt_alrad3/status/807969792518930433
هذه المشاركة المعبرة تحمل كثيراً من الدلالات التي يجب أن توظف توظيفاً علمياً ومهنياً لمحاصرة هؤلاء الدعاة الأبالسة الذين كانوا يغررون بالشباب ويؤججون حماسهم ويمولون بعثاتهم لبؤر التوترات والحروب والفتن، بدعوى نصرة الإسلام والمسلمين. وبهذه المناسبة أرى أن تعمم هذه التجربة التوعوية على جميع قطاعات التعليم العام منها والجامعي في كل مناطق المملكة ويستفيد من هؤلاء المغرر بهم العائدين إلى سبيل الرشد والصلاح ليكونوا دعاة توعية وتثقيف لتنوير الشباب وإطلاعهم على تجربتهم ومدى استفادتهم من برنامج المناصحة، وبذلك نكون قد كثفنا الاستفادة منهم ومن تجاربهم في محاصرة أجندات دعاة الفتنة والحروب.
من جهة أخرى أقترح على هؤلاء الشباب، ضحايا أولئك الدعاة، أن يعينوا محامين محترفين لملاحقة من حرضوهم ودفعوهم للالتحاق بما يسمونه (الجهاد)، وهو إرهاب محض رغم أنهم -أعني المحرضين- كانوا على علم تام بأن الجهاد الشرعي الذي يحض عليه ديننا الحنيف لا تنعقد له راية إلا بأمر من الإمام صاحب البيعة أو بإذن منه لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا استنفرتم فانفروا) ولم يترك قضية الجهاد مطلقة دونما ضوابط كما يزعم الإخونج والسروريون من المتأسلمين المسيسين. وأنا على يقين تام أن تحريك دعاوى قضائية على هؤلاء المحرضين ستلقى من القضاة في بلادنا آذاناً صاغية، خاصة وأن مسائل الجهاد والنفرة إليه قد ضبطها الفقهاء الأوائل بضوابط محكمة، واعتبروا أن انتهاكها ضرب من ضروب التمرد على طاعة ولي الأمر الذي له في أعناق من بايعوه خاصية السمع والطاعة، ومن انشق عليه فقد أجمع العلماء على ردعه.
وختاماً أشكر لمعالي مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور الشيخ سليمان أبا الخيل جهوده الخيرة والوطنية في ملاحقة هؤلاء المحرضين وكشفهم وكشف زيفهم وأنهم بالفعل دعاة على أبواب جهنم، نسأل الله العافية.
إلى اللقاء