د. ناهد باشطح
فاصلة:
((تغيير السرير لا يشفي الحمّى))
- حكمة إنجليزية -
برأيي أن الخبر هو سيد الفنون الصحفية، ولذلك يعنى به الباحثون وببنائه والعوامل التي تؤثر فيه.
الخبر الذي في صحفنا يوكل إلى الصحافيين الجدد. وغالبا ما يهتم في تدريسه بنظريات قديمة.
لكن الخبر الذي يحتوي على المعلومات صار اليوم سيد الموقف.
على سبيل المثال، أعلن موقع فيسبوك عن خصائص جديدة للمساعدة في كبح تداول الأخبار الزائفة وستطرح خصائص للإبلاغ عن الأخبار الزائفة جنباً إلى جنب مع تعديلات أخرى صممت لمكافحة انتشار المعلومات المضللة،
وأيضا وسم للأخبار المتضاربة التي سيحيلها فيسبوك إلى طرف ثالث من المنضمات المعنية بتدقيق الحقائق.
هذا ما فعله أشهر موقع للتواصل الاجتماعي الذي يتهمه المدافعون عن الصحافة الورقية بأنه وباقي مواقع التواصل الاجتماعي سبب لانتشار الأخبار المتضاربة والإشاعات، بينما الواقع يشهد أن الصحافة الإلكترونية في الغرب تمارس بشكل صحيح وتسعى مواقع التواصل الاجتماعي إلى إجابة حاجات الجمهور وعلى رأسها تقديم المعلومات الصحيحة.
أما نحن فما زلنا نحذر من مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك رغم أن معدل استخدامنا لها في تزايد ونحذر من استعمال السناب شات رغم أن شبابنا وجدوه نافذة لإبراز مواهبهم.
السؤال لماذا نتخوف من الجديد؟
ما الذي يخيفنا من عالم المعلومات والتواصل؟
هل ازداد معدل الجريمة مثلا لدينا في الخمس سنوات الأخيرة؟
هل كانت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلام الجديد أحد العوامل المسببة للجريمة والانحراف؟
نعود إلى الأخبار وتضاربها وسلبية مواجهتنا للانفتاح المعلوماتي.
إذ لا يمر يوم لا نقرأ فيه أخبارا نكتشف بعد بحثنا عن المصدر أنها ليست صحيحة فالمصدر ضعيف والخبر منشور في أحد مواقع الإنترنت المنتشرة على الشبكة.
بالتأكيد فإن حديثنا عن قانون أخلاقيات المهنة لا يعتبر حلا سريعا وإن كان تأسيسيا لمهنة من المفترض أنها من أخطر المهن في المجتمعات ولا بد من تنظيمها حفاظا على سلامة المجتمعات من خطر الإشاعات وتضليل الرأي العام.
لا أعرف ما الذي يعيق المؤسسات الصحفية على مواقعها أن تخصص منصات لتصحيح الأخبار المضللة على أن أول منصة سبقت المنصات الشهيرة منتدى الرياض الإلكتروني عام 1999 يوم كان الزميل ناصر الصرامي مديرا لإدارة الإنترنت في جريدة الرياض.
السؤال السابق لا يستطيع الإجابة عنه إلا الذين يعملون في المؤسسات الصحفية على أن يكونوا مدركين أن المستقبل لتقنية المعلومات شئنا أم أبينا.