حميد بن عوض العنزي
* * الخطاب الملكي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مؤخراً في مجلس الشورى حمل دلالات مهمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكما هي عادة هذا الخطاب السنوي فقد رسم الخطوط العريضة لتوجهات الدولة، وكان بما احتواه من وضوح وشفافية مبعث ثقة واطمئنان لدى المواطن، واستمرار ثبات السياسة الحكيمة للمملكة في تعاملها مع كل المتغيرات والظروف الصعبة سياسياً وأمنياً التي تشهدها المنطقة، وأن المملكة قادرة بحول الله وقوته ثم بحكمة قيادتها وقوة رجالها على التصدي لكل المخاطر المحتملة.
* * وفي الشق الاقتصادي جاء التوجيه الملكي باستمرار التوجه في إصلاح الاقتصاد خصوصاً في تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس، وهذا النوع من الإصلاح كما ذكر المليك قد يكون في بعض أجزائه مؤلماً مرحلياً، وهذا أمر طبيعي في ظل عدم استقرار أسواق الطاقة مما أثّر كذلك على استقرار الاقتصاد العالمي.
* * ولا شك أن الخطاب كان يحمل ثقة عالية وتقديراً كبيراً للمواطن والشعب السعودي الذي قدَّر جميع ما اتخذته الدولة مؤخراً من قرارات كانت نتيجة الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، والحقيقة أن وقوف الشعب السعودي مع قرارات حكومته كان سداً منيعاً في وجه بعض المغرضين الذين حاولوا استغلال تلك القرارات سلبياً.
* * علينا جميعاً أن نبث التفاؤل ونستشرف المستقبل بروح ومعنويات عاليه، وبلادنا ولله الحمد تمتلك من المقومات السياسية والاقتصادية ما يجعلها قادرة على تجاوز كثير من المحن والظروف، وهي ليست المرة الأولى التي نتعرض لها لمثل هذه الظروف، لكن سنكون أقوى بمشيئة الله وسوف نستفيد من الظروف الحالية بالتركيز أكثر على تعزيز القاعدة الاقتصادية وتلافي السلبيات السابقة وتدعيم الإصلاحات بما يمكّن من تكوين اقتصاد قوي قادر على مواجهة التقلبات ولديه القدرة على خلق فرص وظيفية نوعية لشبابنا.