قاسم حول
ينطلق مهرجان زاكوره السينمائي في المملكة المغربية، مجدداً يوم الخميس في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر في دورته الثالثة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء تحت شعار: «النقد، مكون أساسي في صناعة السينما» التي يمثِّل تياراً فنياً سينمائياً متميزاً، يختلف في توجهه عن المهرجانات التقليدية، التي تعتمد الشكل والأضواء والنجوم. واضح من خلال شعار هذه الدورة السينمائية المتعلق برفع شعار جديد للمهرجان لم يخطر في بال أحد من منظمي المهرجانات أن يعلن هكذا شعار، يولي النقد السينمائي أهمية كمفردة من مفردات صناعة وتقويم السينما في المنطقة العربية.
هكذا عندما يتولى الشباب إدارة المهرجان فإنهم يأتون بكل جديد، ويأتون بالأفكار التي لا تخطر على بال منظمي المهرجانات التقليدية. وسوف يتم تكريم المخرج المغربي «محمد عبد الرحمن التازي» اعترافاً له بكل ما قدمه للشاشة المغربية وللعالم. ومثل الدورة السابقة ولأهمية السيناريو في السينما فإن المهرجان يعلن سنوياً عن مسابقة لأحسن سيناريو بين عشاق الفن السابع من شباب المغرب السينمائيين.
سينظم المهرجان «وفي إطار المسابقة الرسمية» الاحتفاء بأفلام من الإمارات العربية المتحدة، مالطا، فرنسا، العراق، تركيا، إيران، والتشيك، بلجيكا، والمغرب». ولأن المهرجان قد رفع هذا العام شعار «النقد مكون أساسي في صناعة السينما» فإن العملية التقييمية النقدية سوف يرعاها عدد من النقاد بحضور متميز من قبل أعضاء الفدرالية الأفريقية للنفد السينمائي، والتي خصصت لدورة هذا العام «جائزة النقد السينمائي» في إطار المسابقة الرسمية. إن فكرة النقد السينمائي وأهميته في صناعة السينما، وترسيخ قيم مفردات لغة السينما، هي فكرة مثيرة حقاً. فسوف يكون ولأول مرة حضور نقاد السينما قبل المخرجين، يؤكد أهمية النقد السينمائي في العملية الإبداعية السينمائية. وإلى جانب حضور النقاد السينمائيين فإن جوائز النقد سوف تتقدم جوائز الإخراج والتمثيل ولأول مرة. وسيكون حضور النقاد من أفريقيا والعالم العربي حضوراً واضحاً ومتميزاً. كان شعار دورة هذا العام مفاجأة سينمائية، إذ كثيراً ما حضر نقاد السينما المهرجانات ولكن لم تكن المهرجانات تولي هذا الجانب الأهمية التي رفعها مهرجان زاكورة المغربي إلى الواجهة. كثيراً ما غاب النقد السينمائي وكثيراً في نفس الوقت ما غيب نقاد السينما أفلاماً هامة، هنا يجلب المهرجان الانتباه نحو هذه العملية الإبداعية، وستكون جوائز نقاد السينما جوائز أساسية وليست ثانوية. كما يولي وسنوياً مهرجان زاكورة في المغرب كتابة السيناريو أهمية سنوية من أجل خلق نهضة تأليفية في السينما إذ يشكل السيناريو الحجر الأساس لبناء الدراما السينمائية، كتابة السيناريو السينمائي يشكل نقطة التأخر في العملية السينمائية الأبداعية.. إذن، ركنان أساسيان من أركان صناعة السينما هما موضع عناية مهرجان زاكورة السينمائي، النقد والسيناريو.
السينارست «محمد عريوس» سوف يقدم دراسة حول «التحليل السينمائي».
لعل فكرة وأفكار المهرجان الصحراوي السينمائي، يعتبر السينما، إضافة إلى محتواها الفكري وقيمتها الجمالية الفنية، فهي أيضاً شكل من أشكال المتعة في التلقي التي ترتقي إلى تجلٍ في العاطفة لدى المتلقي فيشعر بمتعة المشاهدة كشكل ترفيهي أيضاً.
اللجنة المشرفة على مهرجان «زاكوره» السينمائي عبر الصحراء تطمح إلى ما أطلقوا عليه المزاوجة بين صورة «زاكورة» مع طموح الإبداع الثقافي لتصبح حاضرة حاضنة للقيم الثقافية والإنسانية المحفزة على التجديد والانفتاح والحوار والتسامح.
كان المهرجان في دورته السابقة الثانية عشرة، قد قدمت إنجازاً متميزاً عكس قدرة التنظيم، تنظيم المشرفين عليه وبدعم من إدارة الولاية الذين يتواصلون الحضور في مشاهدة الأفلام ورعاية الافتتاح والختام. وكان أهالي المدينة قد لبسوا أزياءهم الشعبية المبهجة والملونة وعزفوا الموسيقى التراثية الشعبية وأدوا الدبكات الشعبية يحتفلون بالوفود المتوافدة إلى هذه المنطقة الصحراوية النائية والقريبة من النفس ومن الروح، وقد تجلى نجاح المهرجان في اختيار أعضاء متميزين في خبرتهم ليُشكّلوا لجنة تحكيم موضوعية صفق الجمهور كثيراً لنتائج التحكيم التي ضمن سينمائيين من إيطاليا ومصر والمغرب والجزائر والعراق.
مهرجان السينما عبر الصحراء سينعقد في هذا الشهر في دورته الثالثة عشرة، ومن هناك سوف نوافي قراء السينما في صحيفة الجزيرة ومجلتها الثقافية بأهم الأفلام التي تعرض ونكتب التحليل عنها والجوائز التي تحصدها الأفلام المتنافسة.. فإلى «مهرجان زاكوره لسينما عبر الصحراء» لكنها ليست من الصحراء موضوعاً وحيداً بل من كل مدن السينما في العالم التي تحب السينما، تجتمع متنافسة بموضوعية شديدة في مدينة «زاكوره» المغربية.