سهام القحطاني
ركزت مقالات هموم صحفية للأستاذ خالد المالك على الأزمة الاقتصادية للصحافة من خلال انحسار الإعلانات.
واستراتيجية التعويض بالبديل الاقتصادي التي قدمها خالد الملك تقوم على محورين؛ الأول بدوره يقوم على مصدرين أساسيين هما: وزارة الإعلام والثقافة، والمصدر الثاني المؤسسات الصحفية.
أما المحور الثاني فهواستحداث «مشجعات تحفيزية لعودة التمويل الاقتصادي المسّرب».
وكنت أحسب أن «صناعة الصحافة» هي صحافة مدعومة من الدولة كونها في المقام الأول تقدم خدمة وطنية لها قيمتها في بناء فكر المواطن واتجاهاته.
و بالتالي، تُعتبر إحدى مؤسساتها الثقافية أسوة بالأندية الأدبية والجمعيات الثقافة والفنون، فلماذا لا تحظى بدعم اقتصادي مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون من وزارة الإعلام؟.
أليست الصحف بهيئة الصحفيين تحت مظلة وزارة الإعلام؟ أليست أي مساءلة أو عقاب لعضو من أعضاء الهيئة يتم عن طريق وزارة الإعلام؟.
إذن وفق حق ملكية تلك المسؤولية يجب توفير حق الحماية.
وهذا ما يجب أن يناضل من أجله خالد المالك كرئيس هيئة الصحفيين من أجل توفير»الحقوق الحكومية المادية للصحف»و توفير ميزانية سنوية بنفس مقدار ميزانية الأندية الأدبية.
أما المصدر الثاني، فهي المؤسسات الصحفية التي يرى المالك أنها لاتحرك ساكنا استباقيا أو تخطيطاً لعلاج المشكلة، و التقليل من آثارها الاقتصادية، وهو ما يدل على أن المؤسسات الصحفية ليست على قلب رجل واحد، وهي دلالة إن صدقت، قد تعقد المشكلة و تبطئ بحلها، وهنا يأتي دور هيئة الصحفيين في تأليف وحدة فكر و قلب المؤسسات الصحفية لتخرج من الأزمة.
أما المشجعات التحفيزية التي طرحها المالك لإعادة التمويل الاقتصادي المسرّب فهي مشجعات جديرة بأن تدرسها مصادر ذلك التمويل، لكن أكرر: أن استراتيجية مشجعات الجذب يجب أن تبدأ من القارئ المتسرّب قبل الممول الاقتصادي المتسرّب.
إن استراتيجية التسويق الجديدة قائمة على»الشراكة المتبادلة» وهي استراتيجية غيرت «نمطية ثقافة الإعلان»،كما أنها استراتيجية تٌبنى على قاعدة «التأثير على من يحيط بصاحب الدفع وليس التأثير على صاحب الدفع»
ولذلك، أظن أن البديل الاقتصادي المهم للصحف بعد دعم الدولة هي «مدارس وزارة التعليم»،ولو نجحت الصحف في تفعيل الشراكة بينهما ستضمن مصدرا اقتصاديا قويا ودائما.
ولا أقصد بالشراكة شراء المدارس الصحف،إنما عن طريق تقديم خدمة ثقافية للمدرسة من خلال»فريق صحفي»مؤهل يقوم بتقديم خدمات الإرشاد الثقافي والإعلامي للطلاب والطالبات لاكتشاف المواهب وتنقيحها ونشرها، و منجزات المدارس عبر زيارات دورية للمدارس، وبذلك نحن نطبق العقل الصحفي الجديد «ماذا يريد القارئ من الصحيفة».
وهي شراكة تسهم في إنشاء علاقة إنسانية بين الصحيفة والطالب مما سيشجع عودة المتلقي لشراء الصحف، كما تسهم في جذب التأثير الوجداني «لولي أمر الطالب» الذي سيسعد عندما يرى اسم ابنه في الصحيفة، وهو ما سيدفعه إلى الشراء للتباهي، وهذا الأمر لا توفره الصحيفة الالكترونية كخدمة مساندة أقصد «التأثير الوجداني الجمعي»
أن مفهوم الشراكة يجب أن يتوسع أفقيا، ولذا حان وقت دخول الصحافة عالم المرئيات عبر القنوات الفضائية، فكل صحيفة تقوم بالتعاقد مع قناة ذات مشاهدة واسعة للترويج عن الصحيفة من خلال رعاية ودعم برنامج اخباري خفيف يٌقدم من خلال تلك القناة، لكن التحدي هنا يكمن في نقطتين؛ إيجاد تميّز شكلي وضمني للبرنامج بحيث يضمن سرعة الجذب، والتحدي الثاني الأصعب هو إيجاد هوية مختلفة ذات مذاق خاص للصحيفة على كافة مستويات الصناعة الصحفية تميّزها عن بقية الصحف ليركض القارئ لشرائها.
وحتى يتم هذا التجديد لابد لكل صحيفة من إنشاء قسم خاص بالتسويق تديره عقول خارج دائرة المحررين الصحفيين عقول متخصصة في هذا المجال، ومن هنا تبدأ جدية التجديد.