علي الخزيم
مواقف متعددة ومتكررة أثبتت أن المواطن السعودي والخليجي عموماً أهل للمواقف الشجاعة التي لا تركض خلف الدعاوى الباطلة المتشنجة الهادفة لإثارته ودفعه للإخلال بالأنظمة وكسر قواعد التعامل العقلاني مع الأحداث لفتح ثغرات ينفذ منها العدو المتربص لزعزعة الأمن وتفكيك المجتمع للنيل منه لأغراض دنيئة رسم العدو أبعادها منذ أمد، رد الله كيده لنحره وخيَّب ظنونه، فلم تُجْدِ حيل وحبائل العدو مُفْتَعِل الإشاعات والأقاويل المُغرضة للتأثير على المواطن الخليجي سوى الصدود عنها ومقابلتها بزيادة الترابط وتماسك اللُّحمة الوطنية ووضع اليد باليد من أجل مجد ومستقبل خليجنا العربي الصامد الأبي بعون الله بوجه كل من يريد له الشر بتنفيذ أطماع وأجندات جاهلية عقيمة تتعلَّق بحجج واهية عفا عليها الزمن وتجاوزتها العقول النيِّرة المحبة للسلام والحياة بمعانيها الراقية.
المواطن السعودي أثبت مراراً وعلى مدى عقود أنه على مستوى الأحداث وأنه مدرك لما يدور حوله من تطورات سواء في الشأن الداخلي أو ما تمليه متغيِّرات خارجية تطال كثيراً من مناطق العالم، وبات يعرف الحق من الباطل وما يتعلّق بمصالحه الوطنية والاجتماعية حتى والمصالح الفردية الخاصة به، فلا تجده ذاك الصفيق قاصر التفكير ضحل العقل ضعيف النفس تَسْتَخِفَّه أقوال وعبارات وتغريدات خادعة تنطلق من أبواق حاقدة مشبوهة تريد زعزعة أمنه وجلب المشكلات لمجتمعه والتشكيك بمعتقده، وتزداد ثقة المواطن بنفسه وقيادته وضرورة تماسك مجتمعه وحتمية استتباب أمنه كلما زادت معرفته بمصادر نعيق الناعقين وهرطقات المغرضين، بل تحوّل به الأمر إلى التندر بها استهزاءً وتقليلاً وتحقيراً لها، وأخذ المواطن بتعزيز جبهته الداخلية بنشر ما يُفنِّد ويُسفّه كل ما تنفثه أنياب الأفاعي المتربصة به، ونعيق البغاث المستنسرة حول كهوف الظلال والظلام الفكري خدمة لعدو لم تعلم أنه أول ما ينقم عليها هي قبل غيرها متى ما انتهى دورها، فالغدر واللؤم من أساسات أجندات عدو لا يعترف بأحقية أي عربي - وإن سار في ركابه - بالعيش الكريم؛ فكيف الحال بعربي مُوحِّد يصلي على النبي المصطفى ويوقّر أزواجه وجميع آله وأصحابه؟ فهذا في نظر العدو من المطلوبين - لو تَمَكّن - إلى المشانق والتعليق صلباً على الرافعات، فهل يمكن لمواطن مُنْصف عاقل انتهاج فكر هذا شأنه، والسير خلف مُعْتَلّ هذه مبادئه؟!
وفي جوانب أخرى داخلية تتعلّق بمعيشة المواطن وأموره الحياتية أثبت كذلك أنه المواطن الصالح المتعقل بالتعامل مع الطوارئ، فمثلاً حينما يرفع السوق قيمة سلعة غذائية تجده ينافح عن مصالحه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب راق، يعبّر من خلاله عن موقفه ورأيه في ارتفاع الأسعار بنماذج مهذبة وعبارات لطيفة جاذبه تنم عن فكر متزن وروح مرحة بات يُوصف بها المواطن السعودي، وهذه بشهادة الإخوة العرب وغيرهم من الأجانب ممن خالطوا المواطن في الداخل والخارج، فابن الوطن أدرك جلياً أنه الجندي الأمين القوي بوجه العواصف، بعيداً عن التظاهرات الغوغائية، والصدامات الجاهلية التي تضر بمصالح الوطن وتعكر حياة المواطن.