«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
ستكون منطقة وسط الميدان هذا المساء كما يتوقّع المتابعون مسرحاً لمعركة التفوّق بين قطبي العاصمة النصر والهلال عندما يلتقيان في ديربي العاصمة الكبير على ملعب الملك فهد الدولي، حيث يعتمد المدربان زوران ودياز على تكثيف هذه المنطقة بمختلف العناصر ذات النزعة الهجومية، ففي النصر المستضيف يعتبر الثنائي الكرواتي إيفان وتوماسوف إلى جانب الفريدي أو يحيى الشهري أصحاب نزعة هجومية متكاملة والحال ينطبق على الثلاثي الهلالي إدواردو ونواف العابد وسلمان الفرج وأيضاً ميليسي الذي يقوم بأدوار محدودة في التقدم كما هو الحال مع أيالا في تشكيلة النصر، وتبقى التغطية الدفاعية والربط بيد كل من عبد الملك الخيبري وشايع شراحيلي.
وخلال المباريات السابقة يتضح جلياً اعتماد زوران ودياز على تعزيز وسط الميدان واللعب بمهاجم واحد في الأوضاع العادية قبل التحول لأكثر من ثلاثة مهاجمين عندما يتقدّم لاعبو الوسط والأطراف في حين يتم زيادة المهاجمين إذا كانت رياح النتيجة تأتي بما لا يشتهي المدربان.
وقياساً بوضعية الفريقين حتى نهاية الجولة 12، يدخل النصر وهو بحاجة أكثر من الهلال للفوز من أجل تقليص الفارق مع غريمه إلى نقطتين ومع الاتحاد إلى ثلاث نقاط بحال فاز الأخير على الفتح كما هو منتظر، في حين سيبحث الهلال عن نتيجة إيجابية لا تخرج عن الفوز أولاً والتعادل ثانياً، فالفوز سيمنحه أفضلية الابتعاد بفارق 8 نقاط عن النصر أخطر منافسيه على اللقب الذي ابتعد عنه الفريق الهلالي منذ 20 مايو 2011 بعكس النصر الذي كان هو البطل في النسختين قبل الأخيرة، والخسارة لأي من الفريقين ستكون ضربة قاصمة لأن خسارة الديربي دائماً لها تبعات بعدها.
ومع أن الموسم لا يزال في منتصفه إلا أن الفوز سيكون داعماً مهماً لما ستكون عليه المنافسة في الأشهر القادمة.
فنياً، يدخل الهلال وهو عائد من انتصار على الوحدة بسداسية في حين يدخل النصر بعد تعادل بطعم الخسارة من أمام الشباب، ما أفقده نقطتين مهمتين، ويبدو المدرب الهلالي دياز أكثر ارتياحاً من نظيره زوران، الأول يعيش سلسة انتصارات وتكاملاً عناصرياً ودعماً جماهيرياً توّجه بالصدارة، في حين واجه الثاني الكثير من المطبات خلال الجولات الماضية لعل أبرزها خلافاته مع قائد الفريق حسين عبد الغني المستبعد حتى الآن بقرار فني.
ومع أن المدرج النصراوي يقف بجانب زوران إلا أن القرارات تبقى بيد إدارة النصر التي لم توضح موقفها الحقيقي من خلاف المدرب وعبد الغني واكتفت بالتهدئة !
على الصعيد الرقمي، يدخل الفريق الهلالي وهو الأكثر فوزاً في الدوري حتى الآن «10 انتصارات « في مقابل 8 انتصارات للنصر، وخسر الهلال لقاءين مقابل ثلاثة للنصر ولم يتعادل الأزرق بعكس الأصفر الذي سجل تعادلاً واحداً.
ويمتلك الهلال 30 نقطة من 36 نقطة ممكنة، وللنصر 25 نقطة، وفي سجل الأهداف سجل الهلال 31 هدفاً حتى الآن بينما للنصر 21 هدفاً، ويتساوى الفريقان في قوة خط الدفاع، حيث لم يستقبل مرمى الفريقين سوى 8 أهداف لكل جانب.
وعن جاهزية اللاعبين، يبدو الهلال في وضعية أفضل، إذ لا يفتقد دياز أياً من ركائز تشكيلته الرئيسية في حين يدخل زوران وهو يعاني من إصابات مؤثّرة في وسط الميدان بغياب عبد العزيز الجبرين وعوض خميس.
وعلى الرغم من جميع الظروف والأرقام تبقى مواجهات النصر والهلال محتفظة بقيمتها العالية ومن الصعب التكهن بمن يكتب النهاية لصالحه، فكم من مرة دخل الهلال وهو الأفضل وفاز النصر والعكس حدث أيضاً.