إبراهيم الدهيش
- ابحثوا لي في طول وعرض فرق دوري جميل للمحترفين عمّن يحمل شارة القيادة لأي فريق بمواصفات قادة زمن الطيبين من أمثال صالح النعيمة أو عبدالرزاق أبو داود أو عبدالله فودة (العمدة) ومن بعدهم قادة جيل البطولات والإنجازات من أمثال سامي الجابر أو فؤاد أنور وغيرهم من قادة الزمن الجميل . أعتقد جازماً أنكم لن تجدوا! ومن يقول بغير ذلك فهو إما مغالط أو مصاب بداء التعصب !
- ولا يختلف اثنان على أن هؤلاء أعطوا شارة القيادة قيمتها ومعناها وكسبوا على أثر ذلك احترام وثقة جماهيرهم ومنافسيهم على حد سواء وخلدوا أسماءهم كقادة لفرقهم ومنتخبات وطنهم في سجلات تاريخنا الرياضي .
- واليوم فقدت تلك الشارة هيبتها وعنفوانها بعدما أصبحت في نظر اللاعب أو الإداري وحتى المتابع مجرد قطعة من القماش توضع على ذراع اللاعب والسبب حسب تصوري الشخصي أن إدارات الأندية بلا استثناء همشت دور المدرب في عملية اختيار القائد على اعتبار أن لها مواصفاتها الخاصة بها في العملية ليس من بينها في الغالب مع الأسف توفر صفات القيادة مما جعل «الشغلة» تأخذ أحياناً صفة توزيع الهبات خاصة لمن لديه حظوة إدارية! وفي أحيان أخرى تتخذ كوسيلة لتكريم الأقدم ومرات يكون اختياره خاصاً لمباراة خاصة وهنا الطامة!! ولهذا فلا غرابة أن يتقلدها أو تقلد - لا فرق - لمن يعتقد بأن مهمته تنتهي بمجرد انتهاء إجراء القرعة من فئة لا يهش ولا ينش أو ذاك الذي ما زال بفكر الحارة وثقافة الفتوات!
- أحبتي يوم أن كان للشارة معناها وللقائد أهميته وللمدرب دوره وقع اختيار المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر على سامي الجابر ليكون قائداً للمنتخب الوطني وقال حينها عنه بعد أن انتقده المتعصبون من إياهم وكعادتهم: (إن سامي عينه في الملعب) ! وقال المدرب البرازيلي مانيلي أول من وضع اللبنات الفنية الحديثة الأولى لكرتنا السعود ية: (إن صالح النعيمة تتوافر فيه صفات القيادة بكل تفاصيلها أكثر من أي لاعب آخر ولهذا وقع عليه اختياري) ولم يكن وقت اختياره الأقدم ولا الأكبر سناً!!
- وفي النهاية يظل قائد الفريق - أي فريق - مثلما هو شريك أساسي في النجاح يمكن أن يكون أحد أسباب الفشل كأي قائد منظومة أخرى خاصة عندما يكون هو نفسه مصدراً للمشاكل! هنا يتوقف قلمي ! ..... وسلامتكم.