جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع يقيني التام بقدرة الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية في الوصول إلى خاطفي القاضي محمد الجيراني، قاضي الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف، وإعادته إلى عائلته سالماً، إلا أن عملية اختطاف القاضي من أمام منزله في جزيرة تاروت في القطيف تُعَدُّ الأولى من نوعها التي تحصل في المملكة، وأول تحدٍ صارخ للأجهزة الأمنية من قبل الإرهابيين الطائفيين الذين تجاوزوا كثيراً بهذه العملية التي تتطلب حزماً قوياً يتجاوز كل ما سبق من تساهل تجاه العناصر الطائفية في المناطق التي تشهد خرقاً فاضحاً من عناصر رهنت وجودها بجهات أجنبية تعمل على إثارة الفتنة وتسعى لنشر الإرهاب الطائفي في أماكن محددة في بلادنا الآمنة.
هذه العناصر الطائفية الإرهابية لا تختلف عن تنظيمات داعش والقاعدة الإرهابيين، بل هم نظام إرهابي إجرامي أشد خطورة، لأنهم مرتبطون بنظام أجنبي لم يخفِ كرهه وسعيه لتدمير المملكة العربية السعودية، ولهذا ومثلما توفقت الدولة في التحجيم والحد من خطورة إرهاب داعش والقاعدة، ومحاصرتهما إلى مستوى قرب تصفية عناصرهما والقضاء عليهما، فإن الواجب عمل برنامج متواصل لاجتثاث جذور الإرهاب الطائفي والضرب بيد من حديد لا رحمة فيه على عناصره المرتبطة بخارج الوطن والتي لا تخفي ولاءها الطائفي والعنصري، كما أن من الواجب تأمين حماية المواطنين الشرفاء والرموز الوطنية التي تتصدى لنشاط الجماعات الطائفية التي تعمل على انحراف الشباب. والقاضي محمد الجيراني والذي يُعد رمزاً وطنياً وأحد الكواكب الخيرة من أبناء القطيف وعلمائها الذين رفضوا الانسياق وراء ادعاءات الطائفيين ومؤججي الإرهاب، وكان الأجدر أن تؤمَّن حمايته ومنع إيذائه والإساءة إليه، خاصة بعد التأكد من استهدافه من قبل المجرمين الطائفيين، إذ سبق أن تعرض للاعتداء وحرق سيارته، وتلقى العديد من التهديدات من قبل من يعتنقون فكر الخميني المنحرف. والقاضي الجيراني مثل الشيخ حسن الصفار والعديد من الرموز الدينية في القطيف، معرضون للاعتداء والإساءة والنيل منهم بعد أن أغضبوا الخمينيين وعصابات الإرهاب الطائفي المرتبطة بالمجرم قاسم سليماني والتي تخدم أجندات ملالي إيران، وهدف هؤلاء الإرهابيين الطائفيين هو إرهاب الوطنيين الشرفاء الذين تصدوا بمواقفهم الوطنية ووضوح أعمالهم الرافضة لكل الأعمال الإرهابية التي شهدتها محافظة القطيف والدمام والعوامية وغيرها من البؤر الإرهابية التي استوطنها الأشرار المرتبطون بقوى حاقدة لا تريد الخير للوطن ولأبنائه، ومنهم أبناء القطيف الذين سئموا مداهنة من يقف خلف هذه الجماعات الإرهابية، ويطالبون أن تكون مواجهتهم بصرامة وإقدام وحزم، والتخلي عن لغة الجمجمة والمواربة، بحجة عدم استفزاز المتطرفين منهم، بالرغم من التأكد مراراً عدم استفاقة من غُرِّر بهم وانسياقهم الأعمى خلف الدعوات الطائفية، مع تعزيز حماية الشرفاء من أبناء المنطقة الذين يتصدون للحركات الطائفية لتعزيز توسيع المواقف الوطنية الشريفة لأبناء الوطن المخلصين له ولقيادته.