«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
توشك عاصفة الحزم وهي عملية عسكرية بمشاركة دول مختلفة خليجية وعربية أن تكمل بعد شهور قليلة عامها الثاني، والعملية جاءت نتيجة لهجمات جماعة «الحوثيين» الانقلابيين على الشرعية في اليمن على منافذنا الحدودية في الحد الجنوبي هذه العملية أو نستطيع أن نقول عنها إنها حرب ضد العدوان على بلادنا المسالمة الآمنة.. وتمضي الشهور دون أن يعي هؤلاء (الحوثيون) والنظام الفارسي الذي يقف وراءهم من خلال دعمهم بالسلاح وحتى المرتزقة، كما هو الحال في العراق وسوريا من ضمن خطط وأهداف النظام الفارسي في سعيه الحثيث في مد طائفيته إلى العديد من الدول المجاورة في المنطقة وغيرها وبفضل الله وبعزيمة أبطال الوطن وجيشنا البطل.
هذا الجيش الباسل الذي احتل أكبر مساحة في قلب كل سعودي وخليجي، بل وحتى عربي وإسلامي من خلال حسمه لمختلف عملياته وتصديه لمقاومة وحتى محاولات (الحوثيين) والعناصر الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح فتحققت خلال الشهور الماضية إنجازات عديدة لجيشنا وقوات التحالف على الأرض وفي الجو.. فيما تكبدت عناصر جمعة الحوثي وعناصر على صالح مئات القتلى وأضعاف ذلك من الجرحى، والعمل على تدمير قدرات المتسللين ودحرهم بل وحتى أسر الكثير منهم.. وبالمناسبة تعتبر قواتنا المسلحة على اختلاف أنواعها اليوم مفخرة لبلادنا وغير بلادنا فهي أحد الإنجازات العظيمة التي حققتها بلادنا منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الملوك الراحلين ووصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين وولي ولي عهده. جميعهم يقفون بعزم وقوة ودعم لا محدود لهذه القوات التي أثبتت للعالم ما تتمتع به من قدرات ومهنية واحترافية في المجال العسكري، ولقد نقل الإعلام بالصوت والصورة جوانب من بطولاتهم وتضحياتهم التي لا تنتهي.. وبالأمس أعرب أحد أبطالنا الذي بترت قدمه رغبته في العودة لموقعه ليستمر في عمله ودفاعه عن وطنه الحبيب وما يحمله من رسالة عظيمة، ونفس الشيء كان يردده أمثاله من رجالنا الأبطال المصابين فجميعهم يطالبون بالعودة لأرض المعركة في الحد الجنوبي.. ولاشك أن جبهتنا الداخلية من مواطنين ومقيمين هم أيضاً يقفون داعمين لقواتنا، وهم أيضا ًيمثلون سداً منيعاً أمام الأعداء.. لقد تنامت قواتنا المسلحة في السنوات الأخيرة، وبفضل الله امتلكت مختلف أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة والتي لا تخفى على العالم وذلك من خلال استعراض نماذج منها في مناسبات التدريب والمناورات العسكرية التي شاركت فيها بلادنا عبر مجموعات من هذه القوات، وخلال شهور العملية العسكرية عاصفة الحسم، كانت القوات المساندة تقدم الكثير من الخدمات الإنسانية للأسرى من (الحوثيين) أو عناصر علي عبدالله صالح وتعاملهم بإنسانية ورفق انطلاقاً من رسالة ديننا الحنيف، على الرغم من تكرارهم الدائم في انتهاك القرار رقم (2216) الصادر من الأمم المتحدة، فلقد أظهرت الأيام زيف وبطلان ما ينادون به وحتى ما يرفعونه من شعارات خلال إعلامهم المأجور أو عبر تصريحات قادتهم وحتى عبر النظام الفارسي، ولقد شهدت بعض من مناطقنا في الحد الجنوبي سقوط بعض المقذوفات نتيجة لحقدهم على بلادنا والإسلام.أكد ذلك إرسالهم لصاروخ لأقدس الأماكن الإسلامية في العالم أسقط قبل وصوله للبيت الحرام.. لقد أظهرت وقائع الأحداث والعملية العسكرية أن الحوثي وعناصر علي صالح بدافع أحقادهم على وطن الخير والسلام.. وهكذا نجد أن جميع المحاولات التي تقف خلفها المملكة بإعادة الأمن والاستقرار لليمن السعيد يتصدى لها الانقلابيون مدام هدفهم نشر تعليمات النظام الفارسي في تنفيذ وصاياه وأجنداته المختلفة.. ومدام ذلك يحقق لهم مآربهم وما داموا بلا مبادئ ولا أخلاق فلا مانع لديهم من أن يبيعوا أنفسهم وأرض اليمن للغير أو لأي شيطان فارسي، كارهاً للعرب والإسلام.. وما نشير إليه هنا أشارت به الأحداث والوقائع والحقائق المختلفة التي هي كالشمس واضحة جلية.