د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
(1)
** هل يعيد الزمن ثنائية الفرس والروم إلى الواجهة؛ فيتوحد الغرب والشرق تحت إدارة القيصر؛ بمن فيهم عصابة يهود، وينضوي البقية تحت العباءة الفارسية بتنسيق عضوي لاقتسام الغنائم، ويحارَب المخالفون، ويتيه المحايدون في انتظار من ينتصر ؟
** لا يبدو السؤال مشرعًا لكنه مشروع؛ فمعطيات التحولات الكبرى تؤكد أن كل الحراب في المنطقة العربية موجهة نحو خواصرَ معينة، وأن الدائرة تضيق عليها لتحصرَها في رقاع محدودة وتحاصرهم داخلها.
** الحروب الدائرة في شمالنا وجنوبنا فارسية طائفية، والمتربصون شرقًا وغربًا متأهبون، ولن يهنأ نظام «الولي الفقيه» وذيولُه وعملاؤه والصامتون عن أدواره حتى يغيروا معادلة التفوق الكمي والنوعي للعرب والسنة؛ فكذا يحكي معتدلو الضفة المقابلة من أمثال الشيخ صبحي الطفيلي والشيخ محمود الصرخي والسيد محمد علي الحسيني والسيد علي الأمين وغيرهم ممن نتمنى أن تعلوَ أصواتُهم ويكثر أتباعهم كي نثق أن الضفتين تمثلان أمة متوحدة ضد المشروعات الكسروية - القيصرية - الصهيونية.
** ويبقى استفهامٌ آخرُ؛ فإلى متى نلهو بافتراقاتٍ ترفيةٍ حول الانغلاق والاندلاق، والقبلية والمناطقية، والبداوة والمدنية بالرغم من يقيننا أن العدو القيصري والفارسي والصهيوني لن يفرق بيننا؛ فكلنا مستهدفون؛ خيب الله سعيَهم ورعى وعيَنا، و»من لم يحمل السلاح ضدنا أو يتآمر علينا فهو منا».
( 2 )
** روى رئيس وزراء اليمن الأسبق «محسن العيني» في سيرته: (خمسون عامًا في الرمال المتحركة) أن جلسةً ضمته مع الصادق المهدي بحضور زوجته ابنة الشيخ سنان أبو لحوم، وانتقد كلٌ منهما مشاهد في وطنه؛ فسألتهما: لم لم تُصلحا حين كنتما في السلطة؟.
** الحديث من الذاكرة؛ فالكتاب ليس في متناول صاحبكم الآن، ولا يستعيد إن كانا قد أجابا أم لا، لكنه يثير غبارًا حول من يبلغون مراكز يستطيعون عبرها التأثير والتغيير ثم لا يفعلون، فإذا عادوا إلى صفوف الناس باشروا لغةً قاسيةً تتذمر كما تتنمر، وكان خيرًا لهم لو صمتوا، أو اعتزلوا وأفصحوا.
** ليس أيسرَ من البحث عن السلبيات وتضخيمها، وادعاء الوطنية والإخلاص لها، كما لا أيسر من العودة إلى أوراق المنتقِد وملفاته للتيقن من أدواره وآثاره، ونقائه وانتمائه، وعلمه وتعالمه، وإضاءته وإعتامه، كما لا أقسى من الصمت حين يستنسر البُغاث.
(3)
** فاض الخاطر وغاب السامرُ؛ فابتدأ النصَّ ولم يكمل القص، وكتب:
مللتُ من لغة الأحلام والخطبِ
وبتُّ أسأل عن دربٍ إلى حلبِ
لم أدرِ أن ضياءَ الشمس غادرها
ولم يعد في سماء المجد روحُ نبي
قالوا: أتطمع أن ترقى لساحتها
مازلتَ في غيِّك المسكون بالصخبِ
ناديتَ صنعاء قبلًا؛ هل سمعتَ صدىً
وقلتَ للريح: وا «فلوجةُ» انتحبي
لم يبقَ في شرف الراقين مدمعُهم
فيا بني أمتي لا تقتلوا نسبي..
(4)
** الحقائق قد تُوارى.