عثمان أبوبكر مالي
سابقة تاريخية جديدة سجلتها جماهير نادي الاتحاد السعودي الأسبوع الماضي؛ عندما انقضت على تذاكر مباراة فريقها الاحتفالية الكبرى المنتظرة أمام فريق (اتليتكو مدريد) الأسباني، وسحبتها بالكامل من منصة البيع في موقع (مكاني) قبل (21) يوماً من موعد المباراة، المقرر في الثلاثين من ديسمبر الجاري.
وحسب الأستاذ بدر الشمري (مدير موقع مكاني الإلكتروني) فإن الإقبال كان كبيراً جداً وفوق المتوقع، إلى حد أن بلغ حجم الدخول أكثر من ستة آلاف مستخدم في الثانية الواحدة، خلال أول نصف ساعة من طرح التذاكر (!!) مما أوجد مخاوف لدي مسؤولي الموقع، واضطروا إلى إغلاقه للحظات، قبل العودة إلى فتحه بعد التأكد من أن ما يحدث إقبال وليس اعتداءً أو هجوم (هكرز) يتعرض له الموقع، ليبلغ الشراء حده الكامل ونفاد كامل العدد المطروح البالغ (52539) تذكرة وذلك خلال أربع ساعات فقط من طرحها!.
الإقبال الكبير والذي لم يحدث من قبل، هو ثاني (سابقة) تسجلها جماهير العميد في موقع المنصة منذ إنشائها، أما السابقة الأولى فكانت في الموسم الرياضي الماضي؛ عندما نفذت بالكامل، قبل موعدها بأيام، تذاكر مباراة الفريق أمام فريق الوحدات الأردني التي جرت ضمن الدور التمهيدي من دوري أبطال آسيا (الملحق الآسيوي) في التاسع من شهر فبراير 2016م، وبيعت لها أكثر من 52 ألف تذكرة جعلت مدرجات ملعب الجوهرة تمتلئ عن بكرة أبيها لأول مرة في مباراة تنافسية بجماهير فريق من طرف واحد.
الإقبال الكبير ونفاد التذاكر خلال ساعات ليس بغريب على جماهير العميد، وهو أيضا (مصادقة) منها على أهمية المناسبة التاريخية ووقعها والاهتمام بها، إذ إن المباراة ستكون (تدشيناً) رسمياً لاحتفالات النادي الكبير والعريق بمناسبة مرور (90) عاماً على تأسيسه، كأول نادٍ سعودي، هو بكر وكبير الرياضة السعودية، بالإضافة إلى أن في ذلك تأكيداً على ذائقة هذه الجماهير وحبها للعبة، وتوقعها أن المباراة ستكون (فرجة) ومتعة كروية، خاصة وأن الطرف الثاني فيها (الروخي بلانكوس) فريق كبير ومتمرس حقق الكثير من الألقاب ويحمل لقب وصيف دوري أبطال أوروبا.
كلام مشفر
- ألقاب كثيرة جداً يحملها نادي الاتحاد السعودي، منها نادي الوطن، ولعل أقواها وأهمها وأكثرها تداولاً لقبه الخالد (العميد)، باعتباره أول أندية المملكة، تأسيساً، ويعود تاريخ تأسيسه كما هو مثبت ومسجل إلى عام 1927م الموافق 1346هـ.
- يلاقي الاتحاد فريقاً عريقاً هو الآخر يزيد عمره على المائة وعشرة أعوام (1903م)، وهو ثالث أندية إسبانيا جماهيرياً وصاحب بطولات كبيرة محلية وأوروبية، ولديه هو الآخر ألقاب عديدة منها، ومعروف أن الأندية الأسبانية الكبيرة جميعها لديها ألقاب متنوعة عديدة وطريفة وبعضها كانت (معيبة) في بداياتها، ثم أصبحت ألقاباً (رياضية) عادية.
- اللقب الأكثر شهرة لأتليتكو مدريد هو (الروخي بلانكوس) والتي تعني الوسائد القديمة، والتسمية تعود إلى صنع ملابس الفريق من اللونين الأحمر والأبيض من أقمشة كانت تستخدم في صنع المراتب، ولذلك أطلق عليهم (المنجدون) أو صنّاع المراتب، وأيضا يلقب الفريق بـ(الهنود الحمر) نسبة إلى تعاقده كثيراً مع لاعبين من أمريكا الجنوبية.
- ومعروف أن لقب ريال مدريد هو الـ (ميرينجي) وسمي كذلك أيضا لتشابه لون قميص الفريق الأبيض مع لون حلوى الميرينج الإسبانية التي تصنع من بياض البيض والسكر، وهناك سبب آخر، هو أن أداء الفريق يشبه أحد أشكال الرقص والموسيقى الإسبانية المعروفة بنفس الاسم، أسوة بالتانجو الذي يطلق على الأرجنتين أو السامبا التي تطلق على البرازيل.
- ثاني أشهر أسماء الريال هو «لوس بلانكوس» وذلك أيضاً في إشارة إلى لون ملابس الفريق البيضاء، وذلك اتباعاً لعادة في الصحافة الإسبانية لإطلاق ألقاب على بعض الفرق بناءً على ألوان زيها.
- فريق برشلونة كما هو معروف بخلاف اسمه المشتق من انتمائه لكتالونيا، له مسمى آخر هو لقب «لوس كوليس»، والاسم له طرفة هي أن ملعبه القديم كان يأخذ شكلاً متدرجاً، وحينما كانت تقام مباريات كبرى كانت الجماهير تجلس حتى آخر مقعد في ظل عدم وجود سور، بشكل يجعل أي شخص يمر في الشارع يرى مؤخرات الجماهير الجالسة، ومؤخرة بالكتالونية تعني «culé»، لذا كان يطلق على جماهير البرسا هذا اللقب ومنه انتقل الأمر للفريق، ولكنه مع مرور الوقت وحتى العصر الحديث أصبح لا يشكل أي معنى تحقيري.