سعد الدوسري
أرضية الخليج اليوم مهيأة للاتحاد أكثر من أي وقت مضى. ليس هناك مواطن خليجي لا يتطلع لهذا النمط السياسي والاقتصادي، الذي سيكتمل به عقد الاتحاد الخليجي.
إن تأجيل تطبيق العملة الخليجية الموحدة، وتأجيل إلغاء الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود، وتأجيل العديد من مشاريع النقل بين دول الخليج، وتأجيل تطبيق الوحدة الاقتصادية، لا معنى له في ظل التهيؤ الكبير لهذه التطبيقات، على كل الأصعدة الرسمية والشعبية. فمثلاً، يعاني المواطن الخليجي الأمرين، عند تنقله من دولة خليجية إلى أخرى، فهو يعبر حوالي 6 نقاط تفتيش، بمعدل ثلاث نقاط لكل دولة، وحين تبحث عن الأسباب، تجدها بيروقراطية بحتة، وقد لا تكون ذات علاقة صرفة بالأمن، وربما تكون النقطة الواحدة كافية لإنهاء كل ما هو مطلوب من قبل الدولتين. وهناك أمثلة كثيرة جداً، أبرزها تأخر إنشاء القطارات بين دول الخليج، والذي لم يكن يعيقه عائق في الماضي، خاصة مع الوفرة في الإيرادات النفطية.
- ما السبب الرئيس في تعطل مشروع الاتحاد إذاً؟! لماذا لا يكون المواطنون الخليجيون خاضعين لإجراءات واحدة، تمكنهم من التنقل والعيش والاستثمار في كل دولة، وكأنهم في دولتهم الأم؟! لماذا لا تكون كل هذه الدول المتقاربة بهذا الشكل الذي لمسناه في جولة الملك سلمان، يدا واحدة في مواجهة هذا التحول الاقتصادي والسياسي العالمي، لتخفف من خساراتها، لو هي كانت بمفردها؟!