«الجزيرة» - أحمد القرني:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني أمس المنتدى السنوي السابع للأبحاث الطبية الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بعنوان (أثر الأبحاث الطبية على الاقتصاد المعرفي)، وذلك في مركز المؤتمرات بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في الرياض، بحضور معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور بندر القناوي، والمدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر. ويجمع هذا المنتدى نخبة من أبرز الباحثين المتخصصين؛ لاستعراض تجاربهم الملهمة ورؤيتهم حول آخر المستجدات البحثية والطبية، بمشاركة أكثر من 31 باحثًا، بين مسؤولين وخبراء ومبدعين ورواد أعمال في المجال البحثي الطبي من العديد من الجامعات العالمية المرموقة والشركات الطبية الدولية المعروفة، وباحثين ومسؤولين محليين؛ ليقدموا خلاصة تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال من خلال ثماني جلسات بحثية على مدى ثلاثة أيام، يتخللها محاضرات مكثفة ومناقشة علمية مع الحضور للاستفادة من هذه الجلسات، إضافة إلى تقديم أوراق بحثية عن آخر المستجدات في الأبحاث خلال هذا المنتدى الذي من المتوقع أن يشهد إقبالاً يفوق 2000 شخص من المهتمين بمجال الأبحاث الطبية.
وأبدى الأمير متعب بن عبدالله سعادته بافتتاح هذا المنتدى العلمي خلال كلمته التي قال فيها: «يسرني أن يتجدد لقائي بكم في هذا اليوم المبارك بمناسبة انطلاق المنتدى السنوي السابع للأبحاث الطبية، الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالتعاون مع الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني؛ لنقف معًا على هذا المشروع البحثي الوطني وما يشكله بفرعيه في المنطقتين الشرقية والغربية من دعم لمختلف المشاريع التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، إلى جانب تكامله مع مختلف المؤسسات الوطنية الرامية إلى تقديم أفضل رعاية صحية بفضل الله أولاً، ثم بما تقدمه حكومتنا الرشيدة من دعم وما توليه لهذا الجانب المهم من اهتمام ورعاية.
ويأتي تنظيم المنتدى السنوي السابع للأبحاث الطبية هذا العام بعنوان «أثر الأبحاث الطبية على الاقتصاد المعرفي» في إطار الجهود الهادفة لجعل الأبحاث الطبية رافدًا من روافد الاقتصاد في وطننا الغالي، إلى جانب ما تمثله من قيمة معرفية وعلمية. ومن هذا المنطلق يأتي اهتمام وزارة الحرس الوطني بهذا الجانب الحيوي. ويحرص مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية على تبني دور أشمل وأكثر فاعلية للبحث العلمي من خلال استمرار الاهتمام بالبحوث الطبية المتخصصة، والسعي إلى إنتاج وتصدير المعرفة البحثية تماشيًا مع ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام كبير بالشأن الصحي، والتطلع إلى حصول المواطن على أفضل الخدمات الصحية، وتحقيق الأهداف العلاجية والرعاية الصحية المتكاملة.
وفي الختام يطيب لي أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه شكري الجزيل للمشاركين كافة في هذا الملتقى من داخل المملكة وخارجها. والشكر موصول كذلك للإخوة والزملاء في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية على تنظيم هذا اللقاء، وتكريس الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة منه، سائلاً الله - جلت قدرته - أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويمده بعونه وتوفيقه، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء والاستقرار».
من جانبه، قدم معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي أسمى آيات الشكر والعرفان باسم منسوبي الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، ومنسوبي مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، على تفضله برعاية هذا الملتقى العلمي البحثي السنوي المتميز، وقال: «نعلم جمعيًا أن الحاجة للبحث العلمي في وقتنا الحاضر أساسية في بناء حضارة الأمم ونهضتها، وأصبح العالم في سباق متواصل وتنافس مستمر للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الارتقاء، وتضمن التفوق في جميع مجالات الحياة. وقد أدركت الدول المتقدمة علميًّا وصحيًّا واقتصاديًّا أهمية البحث العلمي والدور المنوط به في مسيرة في التقدم والتنمية؛ باعتباره الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور. ومن هذا المنطلق حرصت الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني على الاهتمام بتطوير الأبحاث العلمية الطبية كأهم وسيلة تساهم في اكتشاف وتطوير أحدث الطرق التي تساعد في التشخيص والعلاج، إضافة إلى تطوير خبرات المختصين؛ ما يساهم في تعزيز التنمية الطبية وتطوير القطاع الصحي، الذي تسعى إلى تحقيقه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ودعم من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع».
من جهته، أكد المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر أن المنتدى ركز هذا العام على إحدى النقاط المهمة المتعلقة بالاقتصاد المعرفي، مبينًا أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 اعتمدت على الاقتصاد المزدهر، وركزت على تنوع الاقتصاد كأحد المحاور الرئيسية، وقال: «يتجسد هذا المحور الرئيسي للرؤية في استراتيجية وأنشطة مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية؛ إذ ركزت استراتيجية المركز على الاستثمار في الإنسان من خلال التعليم والتدريب، ليس فقط لينخرط في السلم الوظيفي ويقدم الخدمات الصحية عالية الجودة لأبناء هذا البلد، بل ليتجاوز ذلك إلى الاستثمار المستدام، وهو الاستثمار في فكر الإنسان من خلال الانخراط في عمل الأبحاث الطبية الابتكارية والموجهة ضمن استراتيجية مرسومة مسبقًا، هي الأبحاث الطبية والابتكارات التي تنتهي بنتائج إيجابية وملموسة على صحة الإنسان واقتصاد الدولة. كما تركزت استراتيجية المركز على الأبحاث الابتكارية غير التقليدية، التي تنتقل من مختبرات الأبحاث إلى التجربة على الحيوان ثم الإنسان متبعين في ذلك الضوابط والمعايير المحلية والدولية المطلوبة. ونسعى إلى أن يكون لكل مشروع بحثي في المركز مساهمة في تطوير علاج أو اختبار تشخيصي أو جهاز طبي أو تشريع سياسة طبية».
وفي ختام الحفل دشن سمو الأمير متعب بن عبدالله موقع جائزة الملك عبدالله للبحث العلمي التي يشرف عليها مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، إضافة إلى تكريمه عددًا من الباحثين المتميزين، كما قام سموه بجولة على المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى، واطلع على عدد من الاختراعات والابتكارات التي شارك بها عدد من الباحثين.