د.دلال بنت مخلد الحربي
من المؤسف ما تمارسه بعض الصحف من إصدار أحكام وتقييم أعمال شخصيات عامة اعتماداً على صلات وعلاقات شخصية، وهذا الاتجاه يمارس على نطاق واسع وهو اتجاه خاطئ بكل المقاييس، فالحكم لا يأتي من مجرد سماع أو تصريح، إن معايير ومقاييس الحكم على أعمال الغير مسألة مقننة ومعروفة، أساسها العمل الفعلي الموثق الذي يظهر العدد والنوع والفاعلين في المشاركة، وهي أمور لا يقيِّمها الرأي السريع المختزل، بل إن المعيارية هي الأساس المقبول في تقييمها، ومن ثم إصدار الأحكام وليس السماع أو التعاطف أو الإعجاب، لأنّها مقاييس غير علمية تحمل الكثير من الإساءة والتشويه لأشخاص قدموا وخدموا وتفانوا في عملهم، ولكن ذنبهم (إن لم يكن خطؤهم) أنهم آمنوا بأن العمل الصادق هو واجب مطلوب قبل أن يكون وسيلة للدعاية، ولم يفكروا في نتائج مواقفهم التي تعبر عن قناعات تصب في الصالح العام.
الكلام السابق أردت به الرد على ما نشر في إحدى الصحف الذي تضمن الإساءة إلى عدد من عضوات مجلس الشورى بوصفهن سلبيات وغير فاعلات.
ولا أدري من أين تحصلت الصحيفة على هذه الصورة، وعلى أي أساس اعتمدت، وهل حضر الذي كتب الخبر جلسات المجلس ليصدر هذا الحكم، وما هي المعايير التي استند إليها في إصدار الأحكام التي من الواضح أنها أحكام عشوائية تنطلق من مزاجية عالية؟
يستند العمل الصحفي في أدائه إلى أخلاقيات مهنية أساسها الصدق والموثوقية مع التجرد من الميول والأهواء هذا ما أعتقده، أما الاستناد إلى السماع من الأصدقاء والأصحاب أو من تربطنا بهم صلة أو نكن لهم إعجاباً فهو مما يدخل في باب خيانة الأمانة الصحفية، ويرفع شأن أشخاص وينقص من آخرين اعتماداً على معيار (المزاجية)، وهو معيار مع الأسف الشديد يسود ويتوسع في كثير من مناحي حياتنا ومؤسساتنا ويبنى عليه قرارات مصيرية قد تجحف بحقوق فاعلين أدوا خير أداء وقوبل ما قاموا به بالإجحاف وعدم الإنصاف.
أختم بالقول:
يفترض في وسائل الإعلام أن تتوخى الصدق والأمانة والحيادية فيما تنشر، فهي ليست وسيلة للدعاية لأفراد، أو لتبني رؤى مخالفة للواقع.