فهد بن جليد
ثقافة التعامل مع الصراف الآلي لدى بعضنا تحتاج إلى تغيير وتنبيه، من غير المقبول ما يحدث من تلصُّص بالنظر وتطفّل وتحاشر عند بعض أجهزة الصراف في آخر كل شهر، وهو ما أخرج لنا مَشاهد غريبة - تحتاج إلى حل وتدخل من البنوك - مع توجه معظم الناس للاستفادة من مرتباتهم التي تم إيداعها، رقمك السري بات مكشوفاً، رصيدك المتبقي بات معلوماً، والحجة أن الذي خلفك ينتظر دوره، فهو يدخل معك إلى موقع الصراف إمّا هرباً من الحر والشمس صيفاً، أو بحثاً عن الدفء شتاءً..!
وضع ضوابط مُعلنة، تمنع دخول أكثر من شخص إلى موقع الصراف في وقت واحد، والطرق الصحيحة للسحب الآمن، وحماية الرقم السري، وكيفية التعامل عند حدوث خطأ أو شك أو ريبة، ستقضي على هذه الظواهر، وهي من الأدوار التي تتملّص منها البنوك، أو تقدّمها بشكل غير واضح و مباشر، الصراف الآلي لم يعد مجرد جهاز سحب أو إيداع فقط، التطور الكبير الذي شهدته هذه الأجهزة جعلها فروعاً بنكية مُتنقّلة تقدّم حزمة من الخدمات البنكية، وهو ما جعل البنوك المحلية تتنافس لتوفيرها في كل مكان تقريباً من شوارعنا، لنجد أنفسنا نتعامل مع (أجهزة صرافة) في أماكن منعزلة، ومظلمة أحياناً تفتقد لمعايير السلامة الآمنة، ولا تمنحك الخصوصية المطلوبة، إضافة إلى أن البنوك نفسها أو الشركات التي تتعامل معها لا تقوم بالصيانة الدورية، والحماية اللازمة لكافة هذه الأجهزة، معتمدة في الغالب على فطنة ويقظة الأجهزة الأمنية في الميدان؟!
مؤخراً أعلن البنك الأهلي التجاري بشفافية في بيان عن اكتشاف محاولة قرصنة بعض أجهزة الصراف الآلي بطرق تقنية و(أجهزة مسح) لنسخ معلومات بطاقة الصراف الآلي، وهذا أمر مُتجدّد في كل دول العالم، وتقوم به عصابات أجنبية ولصوص أموال غالباً، يشكر البنك الأهلي على شفافيته، وتعامله مع الجمهور بشكل صريح، وتعهده بسلامة وتعويض كل من تعرض لمثل هذه القرصنة، ولكن هذا الأمر يدعونا للمُطالبة مُجدداً أن تقوم كافة البنوك بدور تثقيفي أكبر في هذه المرحلة، لتنبيه العملاء وتزويدهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الأجهزة، وكيفية التصرف عند وجود شك أو ريبة..
التوعية البنكية والمصرفية جزء هام لا يتجزأ من دور البنوك في كل دول العالم، وما ينقصنا محلياً هو أن تكون البنوك سخية في مسألة الصرف على الإعلانات التوعوية والتثقيفية فهي لا تقل أهمية عن التسويق والترويج للمُنتجات البنكية!
وعلى دروب الخير نلتقي.