د. خيرية السقاف
إيه حلب !..
اللسان عيي أن ينطق
والشفاه أن تتفوَّه ..!
أما القلب فتحدثي بما فيه, وتدفقي..!
فلقلب لا يعْييَ !
اغسلي بما يتدفق منه جروحك..
بلسمي بما فيه خيباتك ..
تدفئي من بردك بناره ..
توسدي على جُمَـلِـه حروفَها, وبلاغتها..
امسحي دموعك بنسيجه ..
لملمي فجيعتك في خوفه..
وتعالي ..
تعالي حيث جوف القلب مأوى شتاتك..
شغافه جدار وحدك, وسقف عرائك, وثرى عظامك..
اسمعي صرير كلماته قرعاً لا يهدأ..
بوحاً لا يجف..
جرحاً لا يطيب ..
حسرة لا تندمل..
ونوحاً في سواد الليل عند أعتاب من لا يَقفل بابه, ولا يَرد جوابه..
إيه يا حلب ..!!
يا قصة الفجيعة في الضمائر ..
يا عرَّابة الطريق لمدفن الإنسانية ..
يا الشاهدة الكبرى على الخيبة الكبرى, في العصبة الكبرى..!!
لا عافية وأنت المريضة, لا سعادة وأنت في الشقاء,
لا طمأنينة وأنت في الغدر,
ولا حق وأنتِ في الظلم ..!!
إيه يا حلب ..
ما الذي يمكن أن يغير الحال فينطلق اللسان, ويشفى من عييه..؟!
ويكون للشفاه أن تفتر عن لمحة دهشة, ولو طيف ابتسامة..؟!
سيطول الانتظار؟؟!!..