«الجزيرة» - المحليات:
اختتمت ندوة مناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم المنعقدة في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بمشاركة العديد من الباحثين من مختلف أنحاء العالم، وأعلن الدكتور محمد بن عبد العزيز الفيصل عميد كلية اللغة العربية ورئيس اللجنة العلمية للندوة التوصيات، وهي:
الحمد لله القائل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}.. [الشعراء: 192-195] والقائل: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.. [الإسراء: 88].
والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد الذي أنزل الله عليه الكتاب ولم يجعل له عوجا. أما بعد:
فبمبادرة من كلية اللغة العربية ممثلة في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، وبتأييد من المجالس العلمية في الجامعة، وبموافقة كريمة من معالي وزير التعليم (في البرقية ذات الرقم 63113، بتاريخ 6/6/1436هـ) ورعاية كريمة من معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نظمت كلية اللغة العربية ممثلة بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي ندوة «مناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم» يومي الأربعاء والخميس (1-2/3/1438هـ) في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وافتتحت الندوة بحضور معالي مدير الجامعة صباح يوم الأربعاء (1/3/1438هـ)، بحفل خطابي تضمن كلمة لمعالي مدير الجامعة. وقد أشار إلى أن هذه الندوة بمحاورها وأبحاثها ودراساتها هي حلقة وصلٍ في طريق طويل وشاق على من تلمس الأعذار وأراد ألا يعمل، وسهل على من أراد أن يخدم دينه ولغة القرآن الكريم اللغة العربية.
وقد وجه معاليه أقسام كلية اللغة العربية وبالأخص قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، إلى بذل المزيد من الجهد لخدمة اللغة العربية والبحث في إعجاز كتاب الله عز وجل، ومما جاء في بلاغة القرآن وإعجازه التحذير من الانحراف الفكري والعقدي والسلوكي بكافة أشكاله ويتجلى هذا الأمر في آيات الذكر الحكيم، التي ترشد إلى الطريق الوسطي المعتدل المتميز بالسماحة واليسر، مصداقاً لقوله تعالى: {كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لم أُبعث معنتًا ولا متعنّتاً وإنما بُعثت بالحنيفية السمحة»، ومن خلال النصوص التي وردت في التحذير من الخروج على ولي الأمر وعلى جماعة المسلمين فهي واضحة وشواهد دامغة وبراهن ساطعة، لو استثمرت هذه الأقسام وهذه الجهود في هذا الاتجاه لرأينا كثيرًا ممن لُبس عليهم ودُلس يسيرون على الطريق الصحيح ويعرفون الحق من الباطل والخطأ من الصواب والانحراف من الطريق السليم الذي يجب أن يكونوا عليه.
وفي نهاية كلمته رفع خالص الشكر والتقدير لولاة الأمر، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - وفقهم الله - على تأييدهم ومساندتهم ومؤازرتهم وتسديدهم ومباركتهم لكل عامل صادق مخلص يخدم عقيدته ودينه ووطنه.
وقد أكد المشاركون على ما جاء في كلمة معالي مدير الجامعة من مضامين مهمة، ودعوا إلى الأخذ بما ورد فيها.
وعُقد فيها خمس جلسات علمية، شارك فيها عشرون عالـمًا وباحثًا من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وتناولت خمسة محاور: الأول: الأصول والضوابط لمناهج البحث في بلاغة القرآن الكريم. والثاني: مناهج البحث في مجالات البلاغة القرآنية. والثالث: مناهج التراث في دراسة بلاغة القرآن الكريم. والرابع: الاتجاهات اللغوية والنقدية الحديثة في دراسة بلاغة القرآن الكريم وسبل الإفادة منها. والخامس: المصطلح في دراسة بلاغة القرآن الكريم.
وقد أنجزت الجامعة مشكورة طباعة السجل العلمي لبحوث الندوة قبل بدئها وقدمته للحاضرين أثناء انعقادها، وليكون في متناول الباحثين والباحثات في البلاغة القرآنية.
ويوصي المشاركون في الندوة بالتوصيات الآتية:
1 - اعتماد كلمة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل لتكون وثيقة الندوة، مع التأكيد على أهمية ما جاء فيها من مضامين.
2 - ضرورة تحديد ضوابط لدراسة بلاغة القرآن الكريم؛ لتكون أسسًا علمية منهجية تنطلق منها الدراسات البلاغية في أي مجال من مجالات البحث في بلاغة القرآن الكريم، كما تكون أساسًا لتقويم الدراسات والمناهج التي تدرس بلاغة القرآن الكريم.
ومن الضوابط التي يؤكد عليها المشاركون: مراعاة قدسية القرآن الكريم، وأصول العقيدة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، واستصحاب إعجازه، ومقاصد قائله جل جلاله، واعتبار مرجعية لغة العرب الذين تنزل فيهم القرآن الكريم، والاهتداء بالمأثور من التفسير، واعتبار السياق الكلي، والقراءات القرآنية.
3 - صياغة منهج علمي لدراسة بلاغة القرآن الكريم.
4 - تنبيه الباحثين في بلاغة القرآن الكريم إلى أن الدرس البلاغي للنظم القرآني باب من أبواب تدبر القرآن وتفسيره؛ .
5 - التحذير من إسقاط المناهج النقدية الغربية وغيرها بإجراءاتها ومصطلحاتها ومفاهيمها التي لا تتفق مع قدسية القرآن الكريم، وتتضمن انحرافات في النظرة إليه، وفي تأويل مقاصده، مع تقويم الدراسات التي اتبعت تلك المناهج وبيان إشكالاتها ومواضع خطورتها.
6 - دعوة الأقسام العلمية المعنية بالبلاغة القرآنية إلى تشجيع المشروعات البحثية التي تخدم بلاغة القرآن الكريم وتؤصِّل لها وتوسع آفاقها ومجالاتها أمام الباحثين وطلاب الدراسات العليا.
7 - إنشاء قاعدة علمية على الشبكة العالمية ترصد المؤلفات والبحوث والدراسات والمقالات وغيرها مما تناول بلاغة القرآن الكريم قديمًا وحديثًا؛ خدمة للدارسين في حقل البلاغة القرآنية.
8 - أهمية التعاون والتنسيق بين الأقسام المختصة بالبلاغة وأقسام الدراسات القرآنية والشرعية للعمل على مشروعات علمية مشتركة لدراسة بلاغة القرآن الكريم، وضبط منهجيتها، وتقويم الدراسات فيها.
9 - الدعوة إلى إنشاء كرسي بحثي في دراسات البلاغة القرآنية؛ ليكون راعيًا لها ومهتمًا بالباحثين فيها وبكل ما يتعلق بها.
10 - الدعوة إلى إنشاء جائزة علمية للتميُّز في الدراسات البلاغية في القرآن الكريم.
11 - الدعوة إلى إقامة ندوات علمية مماثلة لمزيد من البحث والدراسة في بلاغة القرآن الكريم، وبلاغة الحديث النبوي الشريف، وغيرهما من مجالات البلاغة العربية.
12 - يتولى قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية متابعة تنفيذ توصيات الندوة.
13 - شكر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على رعايته للندوة واهتمامه بها واستضافة المشاركين فيها. وكذلك شكر سعادة عميد كلية اللغة العربية ورئيس قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي على المبادرة إلى إقامتها.
14 - رفع برقية شكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على جهوده المباركة في خدمة القرآن الكريم ولغته العربية الشريفة. ورفع برقيتين مماثلتين لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وكذلك رفع برقية شكر لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى.