هدى بنت فهد المعجل
التَّطلع نحو القمة، والعمل من أجل الوصول إليها، يكون بالتعاون وبالاتحاد والاتفاق وتبادل الرأي وطرح المقترحات ومناقشتها ودعم القوة والاهتمام بوحدة الصف والتحامه كي لا يسهل الوصول إليه، بالتالي اقتحامه أو خرقه وشق وحدته.
التطلع نحو القمة، والعمل من أجل الوصول إليها يكون بالصفة التي عليها مجلس التعاون الخليجي عندما وضع لبنته الأولى في عام 1981م، ومنها انطلق حتى انعقاده الأخير في البحرين قبل أيام عدة من الآن.
كلنا نعلم أن بعض القمم تزامنت مع أحداث وتطورات عظمى في المنطقة سواء الاحتلال الأمريكي للعراق، أو الثورة السورية. أيضاً أفرزت مجمل القمم حزمة توصيات تم إقرارها، تصب في صالح الدول الأعضاء في المجلس، من ذلك: إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار، الموافقة على الصيغة التي تنظم حق التملك للمواطنين في الدول الأعضاء، والسماح للمستثمرين من مواطني دول المجلس بالحصول على قروض من مصارف وصناديق التنمية الصناعية في الدول الأعضاء، لما للتنمية الاقتصادية من أهمية في تقوية العلاقة بين هذه الدول وتقوية ومتانة البنية الاقتصادية في كل دولة منها. كذلك صادق المجلس على نظام الإقراض النفطي بين الدول الأعضاء. بُحثت ظاهرة التطرف والغلو التي تؤدي إلى أعمال العنف والإرهاب فكان التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك. اعتمد المجلس وثيقة «السياسة التجارية الموحدة لدول المجلس»، وسمح للشركات الخليجية بفتح فروع لها في دول مجلس التعاون، مع أحقية المساواة التامة في معاملة فروع هذه الشركات فروع الشركات الوطنية. ومن الجانب العسكري أنشئت القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون، وأنشئ جهاز شرطة خليجي مقره أبو ظبي، كذلك إنشاء «قوة الواجب البحري 81 الموحدة». أما بالنسبة لقمة المنامة المنعقدة مؤخراً في البحرين فتميزت بحضور رئيسة الوزراء البريطانية [تيريزا ماي] وهي آخر قمة خليجية.
إذاً باختصار جدًا مررت مروراً سريعاً على القمة الخليجية منذ تأسست حتى انعقدت مؤخراً في المنامة، أريد التوقف قليلاً عند آخر قمة، قمة المنامة مسترجعة كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء عقب الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: «علينا كمنظومة خليجية أن نحافظ دائمًا على مصالحنا، وأول ما يحقق هذه المصالح هو الاتحاد الخليجي». الاتحاد الخليجي قوة لا يمكن أن يُخترق صفها ما استمرت ترعى اتحادها وتقويه حيث على الطاولة ملفات مهمة توطد تلك القوة، متعلقة بالأمن الخليجي: ملف الإرهاب، ملف الأزمة السورية واليمينة، ملف أسعار النفط، ملف مستقبل المجلس كمنظومة قادرة على تلبية متطلبات شعوب الخليج وتحقيق أمنها واستقرارها سياسياً واقتصادياً، وفي مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية تأكيداً لأهمية منظومة المجلس وقوة القمة الخليجية عندما أثبتت، وبجدارة بادية للجميع أنها أقوى المنظمات العربية وأكثرها تماسكاً وقدرة على مواجهة تحديات لم تكن هينة أبداً بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بدور قادة المجلس وتكاتف أعضائه وتلاحمهم، وبدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فقد كتب على حسابه في تويتر يقول: [إن دول الخليج العربية وشعوبها، لها في وجداني الكثير من التقدير، وما لمسته خلال زياراتي، يُبرز واقع الترابط القوي بين شعوبنا، ووحدة صفنا]. (سلمان بن عبد العزيز).