«الجزيرة» - محمد السلامة / تصوير - عبدالملك القميزي:
في احتفالية عمتها أجواء دافئة بالوفاء في ليلة باردة، كان نجمها المضيف والضيف على حد سواء، كرمت البنوك السعودية، بحضور محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد عبدالكريم الخليفي، البارحة الأولى في الرياض الدكتور فهد عبدالله المبارك محافظ المؤسسة السابق.
وبدأت الأمسية وسط حضور عدد كبير من مسؤولي المصارف ورجالات المال والأعمال في المملكة، ووصفت بعبارة شهادة الخلف بالسلف، بكلمة ترحيبية للدكتور أحمد الخليفي تحدث فيها عن بعض من منجزات الدكتور المبارك قال فيها: شهدت فترة عمل الدكتور المبارك في مؤسسة النقد انطلاق برنامج مصرفي طموح تمثل في اطلاق مجموعة كبيرة من المبادرات لتطوير المصارف التجارية تم الانتهاء من كثير منها، ونعمل الآن على تنفيذ البقية.
كما أشاد بتطور الانظمة المالية خلال فترة المبارك حيث شهدت شبكة الصراف الآلي وأنظمة المدفوعات ونقاط البيع ونظام التحويل سريع تطورا ملحوظا ولابد من شكر الدكتور المبارك على جهوده المبذولة .
وختم محافظ مؤسسة النقد كلمته بقوله إن موجودات المؤسسة ارتفعت 45 % في الفترة التي عمل بها الدكتور المبارك، حيث كانت في عام 2011 عند استلامه مهام محافظ المؤسسة تصل إلى 1.5 تريليون ريال، وفي مايو 2016 وصلت الموجودات إلى 2.2 تريليون ريال، داعياً الله أن يكون عند حسن ظن ولاة الأمر، وأن يكون خير خلف لخير سلف.
الدكتور فهد المبارك بدوره ثمن هذه المبادرة ووجه في كلمته شكره وتقديره لرؤساء مجالس إدارات البنوك السعودية وأعضاء مجالسها وكل العاملين فيها على ليلة الوفاء والتكريم بمناسبه انتهاء خدمته كمحافظ لمؤسسة النقد. وقال إن كل الانجازات التي حققتها المؤسسة في فترة إداراته للمؤسسة المالية «لم تكن لتتحقق بدون زملائي وفريق العمل المميز الذي عمل معنا»، لافتا إلى أن القطاع المصرفي في المملكة قوي جدا وضرب مثالا على ذلك بـ «تقرير موديز» الذي وضع القطاع المصرفي السعودي كرابع اقوى قطاع مصرفي في العالم بعد أستراليا، هونج كونج، وسنغافورة» ليؤكد ذلك.
كما أبدى المبارك سعادته بأن يكون خليفته في المنصب الدكتور أحمد الخليفي الذي يعتبر من أبناء المؤسسة وسيواصل ما بدأه. كذلك لم يفوت المبارك الفرصة ليوجه بعض التوصيات للبنوك السعودية، حيث دعاها للاستمرار بقوة ومتانة المركز المالي لها وذلك بوضع الاحتياطيات اللازمة والمخصصات اللازمة، كذلك مواصلة الاعتماد على الكوادر الوطنية وتجهيزها لمناصب قيادية، والتركيز على المدفوعات الإلكترونية، مختتما حديثه بالإشادة بجهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب مطالبا بالاستمرار فيها.
ونيابة عن البنوك السعودية، ألقى عبدالله سليمان الراجحي رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي كلمة جاء فيها «مرحبا بكم في ليلة وفاء تسعد فيها البنوك السعودية بتكريم قامة وطنية خدمت الوطن في عدة مجالات.. لنحتفي بالدكتور فهد المبارك الذي أنجز خلال قيادته لمؤسسة النقد الكثير من النجاحات التي شهدها القطاع المصرفي، والاقتصاد السعودي بشكل عام». ولفت إلى أن جهود المؤسسة المستمرة - كشريك فاعل مع القطاع المصرفي - كان لها الأثر الكبير في تطوير هذا القطاع المهم وتحقيق المزيد من التقدم في هذ المجال ليصبح من أكبر القطاعات المصرفية والأكثر تطوراً وتأهيلاً للكوادر البشرية، مع الالتزام المتميز بالمتطلبات والمعايير الدولية والمحلية.
وتابع: كما ظلت السياسات المالية والنقدية السعودية لعقود من الزمن تتسم بالتميز والرشد، وأصبح هذا الأمر مثار إعجاب الجميع محليا ودوليا، مما مكن القطاع المصرفي من تجاوز الكثير من الأزمات المالية التي أصابت عددا من الدول. واختتم الراجحي كلمته بالقول «إننا اليوم ولله الحمد ننعم في مملكتنا الغالية باستقرار قل نظيره، وينعم اقتصادنا بقوة رغم كل الظروف، ويقف القطاع المصرفي السعودي على أرضية صلبة بكل المقاييس المعروفة لتقييم البنوك، فضلا عن تحقيق القطاع لتقدم تقني غير مسبوق في المنطقة، وتمتعه بموارد بشرية متميزة من مواطنين ومواطنات هم عماد العمل المصرفي تم تدريبهم وتأهيلهم ليشكلوا نحو تسعين في المئة من المورد البشري في البنوك السعودية».