سلطان المهوس
الخطر الذي يهددنا رياضياً بل ويخنقنا هو محاولة اصطناع أو المطالبة بإحداث واقع رياضي يحاكي واقع دول أخرى تختلف عنا جذرياً اقتصادياً واجتماعياً وحكومياً..!!
نرمي بأنفسنا لهاوية الفشل مع الأحلام المجنونة كما فعلنا تماماً عندما أطلقنا مشروع «احتراف اللاعبين» واضعنا مئات الملايين دون فائدة فقد كان الأمر أشبه بالمغامرة غير المدروسة والتي لا زلنا نتجرع آثارها..!!
واليوم سنكرر الفشل ذاته وسيفوتنا القطار إذا لم نرتب أمورنا بتوازن مدروس سنامه استغلال كل مقومات الايجابية وربطها بأي تطوير قادم.. أردنا تطوير عمود كرة القدم واعلى مراتبها واعني «التحكيم» فاستعنا بالأجنبي هاورد ويب بطريقة «الفزعة» ليرحل من موطنه «بشروطه» لموطن آخر لا يمت لخبراته وتجاربه والمامه بصلة تماماً وكأنها محاولة «إنعاش» ميت بأي طريقة كانت..!!
كانت خطوة جريئة لو كانت مدروسة فبناء الأساس يجب أن يسبق احضار «هاورد» المليء بمشاغل الدنيا والذي يتصدق علينا بيومين بالأسبوع أو أقل ليطور حكامنا في احدى صور الجنوح لتطبيق الأحلام المجنونة فقد انضم «هاورد» لمشروع «الاحتراف» كأنموذج للسير الأعرج نحو «الحلم المجنون»..!!
ليس من عادتي أبداً أن أكتب عن التحكيم وأدرك تماماً أن الأخطاء في كل مباريات العالم حتى مباريات المونديال التي يقودها نخبة الحكام لكن أن يصل الحال لمثل ما حدث بالجولة الثانية عشرة من الدوري فساترك عادتي وأقولها صريحة «ليه كذا يا هاورد»..!!
من يريد تطويراً للحكام عليه أن يستمع لهم وينظف بيئتهم ويحميهم من الشتم والسب والإذلال الإعلامي وكبرياء أصحاب النفوذ ويعطيهم قيمتهم وهيبتهم ويبعد عنهم «السوس» الذي ينخر داخل «لجنتهم» و»سموم» الديناصورات التحكيمية السابقة وألا يتركهم رهينة «أجنبي» غير متفرغ ومشغول وليس لديه أي دافعية ورغبة حقيقية بدليل أنه لم يستطع حتى اللحظة رسم أي ايقاع مختلف عن الماضي سوى بمحاولته فرض أسماء تحكيمية جديدة حتى لو كان الثمن احراقها كما فعل مع «صلوي»..!!
في كل بلدان العالم تحدث أخطاء تحكيمية وأي جمهور لأي دوري بالعالم تجده يتأوى من رجال التحكيم.. إنه قدر حكام كرة القدم بكل مكان..!!
اليوم يجب أن نواجه حقيقة مستويات وأداء التحكيم لأنه عمود العدالة وميزان المنافسة ومصدر اطمئنان لكافة الخطوات المالية والفنية والإدارية المتعلقة بصافرة..!!
التوازن بين الواقع والمطلوب هو من سيعالج الأداء السيئ للحكام، والأهم من ذلك بناء أساس ضامن لمتطلبات الحكام الذين يتسولون حقوقهم المالية وكأنهم من «سقط المتاع» لدى اتحاد الكرة..!!
هنا أطلب من اتحاد الكرة فسخ عقد «هاورد ويب» والاعتذار منه على اشغاله رغم مشاغله وايقاف نزيف الآلاف التي «يلهفها» كل شهر وبدل الشتم التي راح ضحيتها « المهنا» المغلوب على أمره فهو «وزير» بدون «حقيبة»..!!
لا تزعجونا بالأجانب وإن أحضرتموهم فعلموا المجتمع أولاً أن يقف أمام إشارة المرور منتظماً قبل ان يباشروا مهامهم فمن الصعب أن يقود مالك «الفراري» سيارة «داتسون» لأن كل سيارة لها مواصفات طريق تسير من خلاله وسلامة فهمكم!!
قبل الطبع:
الغطاء المتحرك لا ينفع وقت الريح..!!