محمد البكر
في كل أسبوع يخرج علينا بعض الظرفاء، ليقدّموا لنا مادة صحفية مثيرة للسخرية. هذا الأسبوع طالعونا أولئك «الظرفاء»، بتوجيه لومهم وهجومهم إلى المدرب الوطني القدير سامي الجابر. هذا اللوم لم يكن من مشجعي الشباب أو إدارته أو الإعلام المحسوب عليه، بل من مشجعي بعض الأندية التي أزعجها تصدّر الهلال وتراجع فرقهم. المشكلة ليست في سامي الذي يهمه تاريخه وحاضره ومستقبله أكثر من اهتمامه بتصدّر الهلال أو حتى تحقيقه للبطولة، بقدر ما هي مشكلة تلك الجماهير التي سلّمت عقولها ولسنوات طويلة لمن زرع فيها ثقافة المؤامرات والتشكيك والمظلومية. تلك الثقافة التي استندت عليها كل الإدارات المتعاقبة على تلك الأندية كشماعة لإخفاقاتها أمام إنجازات الهلال والتي توجته كزعيم للكرة السعودية.
تلك العقول طالبت الجابر بقيادة فريقه للفوز على الهلال وكأنه لا يتمنى ذلك، وأن يتهاون أمام الفرق المنافسة للهلال على الصدارة، وحذّرته بأنه إن لم يحقق تلك المطالب «المسخرة»، فإن عليه أن يتحمّل كل ما يأتيه من هجوم وتشكيك وإساءات.
ليت هذا الكلام صدر «فقط» من المدرجات التي تعج بالبسطاء وممن تنطلي عليهم تلك «الخزعبلات»، إنما صدر أيضاً من بعض من لهم وزن وتأثير في أنديتهم ومن الإعلاميين المحسوبين عليهم.
غلطان يا سامي... كان عليك أن تهزم الهلال وبالأربعة أو الخمسة، وأن تخسر من باقي الأندية المنافسة. كان عليك توزيع النقاط كيفما يريدون!!!
إنهم يسيئون للشباب قبل إساءتهم إليك، فأنت تعلم ونحن نعلم وهم لا يعلمون أن الشباب تاريخ كبير وبطل منافس سجّل اسمه بالذهب وقدَّم للكرة السعودية أبرز النجوم وأجملهم.
من الآن وصاعداً سنعطيك يا سامي جدول المباريات التي عليك أن تخسرها وتلك التي عليك الفوز فيها. وإذا لم تنفذ تلك الأجندة فأنت متآمر ومتخاذل.
يا سامي.. عندي فريق محتاج بعض النقاط فإن أمكن شوف لنا 3 نقاط على دربك والله المستعان.
بيني وبينكم
- مع اقتراب موعد انتخابات اتحاد كرة القدم، ينشط المتنافسون ومعهم أدواتهم الإعلامية في تقديم الوعود التي يقولون إنهم سينفذونها فور فوزهم بالرئاسة. ما فهمته من ذلك هو أن كلاً منهم يريد أن يكون الآمر الناهي وبقية الأعضاء المنتخبين «كومبارس».
- ما أعجبني من طرح السيد مريح المريح المرشح المستقل والمتحدث باسم تكتل أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة، هو ما قاله بأنهم يريدون ضمانات وليس وعوداً. ومن بين تلك الضمانات عقود مبدئية مع رعاة لتلك الأندية. (عين العقل والمنطق).
- فريق القادسية فاق من غفوته وإن كان قد فاته الكثير. قلت لهم في كلمة مختصرة في منزل الرئيس السيد معدي الهاجري، بأنهم خسروا مبارياتهم السابقة لروحهم الانهزامية. واليوم أقول لهم بأن فوزهم على الرائد بنتيجة كبيرة وتعادلهم مع الاتفاق جاء بعد أن وثقوا بأنفسهم واستعادوا روحهم القتالية ولعبوا أمام خصومهم الند للند.
- نصيحتي للسيد عبدالله بادغيش بأن يهدأ ويبتعد عن استفزاز لجنة الحكام، لسبب بسيط هو أن العناد سمتهم والاستقواء على الضعيف «حسب ما أراه» من طبعهم.
- كل يوم تزداد ثقتنا بالسيد ياسر المسحل رئيس رابطة دوري المحترفين . هذه الثقة جاءت بعد أن أثبت أنه لا يخلط بين ميوله وبين عمله. كم نحن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تشق طريقها نحو مصلحة كرة القدم السعودية.
- بعد اعتزال الزميل والصديق الحبيب ونجم التعليق السعودي ناصر الأحمد، بات بعيداً عن الأضواء والإعلام. فمع أنه يملك كل مقومات الإعلامي المثقف والناضج والمتكامل، إلا أنه ظل بعيداً عن البرامج الرياضية. للأسف الشديد لم نستفد من خبرته ونجاحاته.
- من يطالب بمراقبة اللاعبين المحترفين خارج الأندية، بلا شك مخطئ . فإذا كان بعض أولياء الأمور عاجزين عن متابعة أبنائهم فما بالكم بمتابعة هؤلاء اللاعبين من قِبل الآخرين. من لا يحترم ذاته ولا يحرص على مهنته ولا يهمه مستقبله، لن يكون بالإمكان منعه من ارتكاب أخطائه.. ولكم تحياتي.