كوثر الأربش
إن لم يكن اليوم فمتى يا خليج، متى؟
حين يكون التهديد بأوضح أشكاله من قبل طهران، حين يصرخ قائد قوات الدفاع الإيرانية محمد باقري، وبكل فجاجة قائلاً: «المنطقة الخليجية يجب أن تقع تحت السيطرة الإيرانية»، وأن قوات بلاده على استعداد لإرسال قواتها للمنطقة في أية لحظة. حين يتزايد عدد الصواريخ البالستية، التي تستهدف مدن المملكة حتى وصل الأمر لاستهداف مكة!. حين يحدث كل هذا مع وجود خيانات غربية بشكل علني؛ فإن ذلك يعني أن قرار الاتحاد الخليجي وبكل وضوح قد حان أكثر من أي وقتٍ مضى، قد حان أكثر من أي وقتٍ مضى.
لقد أصبح الخليج يتم تطويقه شرقًا، شمالاً، جنوبًا، بالنار والفوضى، وخرق الهدن، والتغيير الديموغرافي المسلح، وتهجير أهل الأرض عن ديارهم ما يحدث في حلب والموصول شرُ دليل على ذلك؛ إذاً قد حان التحرك الفاعل على مستوى حكام الخليج، وهذا ما تنبه له الملك سلمان -حفظه الله-، الذي كان واضحًا منذ تسلمه سدة الحكم، ليقدم رسالةً مفادها: (لا يمكن توزيع باقات الورد؛ في حين أن هناك عدواً يرسل الصواريخ لخليجنا والدول العربية المجاورة ويشتت الشعوب، ويهدم البنى التحتية، عدوًا ليست الأخلاقيات السياسية ولا احترام الجوار أحد خياراته على الإطلاق!).
التاريخ وحده والشعوب الصادقة ستذكر هؤلاء الرجال الذين اتحدوا في الوقت المناسب، لئلا يضيع الخليج. وسيعرف أبناؤنا غدًا، أن عُرسًا أقيم في الإمارات، وفي قطر، وآخر في الكويت والبحرين هو عُرسٌ تفاعليٌ؛ يهدف إلى تعزيز روح الاتحاد وتعريف الأجيال برؤية أجدادهم وحفاظًا على أرضهم. جميعنا متأكدون أن هناك قرارات قادمة، ستطمئن الخليجي على أرضه ومستقبل أبنائه من لصوص الأوطان، وقريباً سيقول الخليجيون كلمتهم، وسيعرف كل من أراد بنا سوءًا، أن الخليج ليست عراقاً أخرى، وأن حُكامها ليسوا بشاراً آخر، وأن شعبها الطيبين، الطيبين جدًا ليسوا خونة كالحوثيين وزمرة المخلوع صالح الذي وهبناه: الدواء، والغطاء، وفتحنا له الأبواب لسنوات طويلة.