سعد الدوسري
احتفلت وسائل التواصل الخليجية، بكل شرائحها، كباراً وصغاراً، بجولة الملك سلمان، وذلك لأنه كان مبتهجاً بهذا العمل الذي قام به، والذي انتظرناه لفترة من الزمن، ربما من بعد أزمة الخليج وتداعيات الربيع العربي.
لقد ظللنا نعيش انكسارات متوالية، لا يخفف عنها أي مشروع يوحد الشعوب، وأظن أن البهجة الخليجية، على مستوى الشعب، جاءت ترجمة للمشاعر الأخوية المتأصلة بين مواطني السعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت، والذين هم عائلة واحدة، بالدين والدم والنسب والتاريخ والجوار. كما جاءت لتثبت أن الأصوات النشاز، التي تسعى للفرقة، لن تفلح في الـتأثير على متانة الجذور المتوحدة في تراب الخليج العربي الواحد.
لقد أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في خلق عدة بؤر خلافية بين مواطني المجلس، وليس هناك من يعترض على الخلاف، فهو أمر مشروع للجميع، ولكن أن يكون هناك من يؤججه لصالح أجندات سياسية هدامة، تحت غطاء المصلحة العامة، فهذا يثير القلق دوماً. ولعل التوقيت المناسب لجولة الملك سلمان، سيضع مثل هذه البؤر أمام مسؤولياتها الوطنية، ويجعلها تنتبه لما يحاك لها ولأوطانها. ولو أننا ركزنا على بعض تلك الأصوات النشاز، لوجدناها كانت صامتة، طيلة البهجة والفرح الخليجي الذي استمر أسبوعاً كاملاً؛ واضح أن الأمر لم يرق لهم أبداً، وأنه أثبت أن ما يحدث هو عكس ما كانوا يتوقعونه، ويسعون إليه.