فهد بن جليد
ثنيتُ ركبتي عنده، ولازمته لنصف نهار طلباً للفائدة وبحثاً عن المعرفة، مُستذكراً حلم ضائع ومتعة غامضة، أشبه بالسراب الذي داعب خيال معظم الرجال في -لحظة ما من حياتهم- دون حول منهم ولا قوة، وفي جعبتي سؤال تائه يبحث عن إجابة هل أنت سعيد في حياتك؟ وقد تزوجت بالثانية والثالثة رغم أنك لم تنتصف في (عقدك الثالث)؟
بعد الإبحار في تفاصيل حياة (بطل قصتنا)، أجد من الواجب عليَّ أن أصف لإخواني معشر الأزواج بعض المُشاهدات والنصائح التي استفدتها من (شيخنا وقدوتنا) نفع الله بعلمه، وزاده من نعيمه -دون أدنى مسؤولية بالطبع- فلعلها أن تفيد من يريد اتخاذ مثل هذه الخطوة، وسلك هذا الطريق الوعر، أو أن تساعد فريقاً آخر بالتراجع ونسيان الأمر، ولنبدأ باعتقاد الرجل أن (معظم الزوجات) بمختلف ثقافاتهن، ومستوياتهن الاجتماعية، يقبلن بالتعدد وارتباط أزواجهن بأخريات، مهما بلغ مقدار تعلق الزوجين ببعضهما، وتفاهمهما وانسجامهما، فمعظم النساء سيقبلن بالأمر إذا عرف الزوج كيف يخطو هذه الخطوة، ويحمي الزوجة الأولى من الشعور (بالنقص) داخل مجتمعها ومحيطها، وأن يضمن لها استقلال حياتها وحياة أبنائها، وعدم تأثر الأسرة بالمستجدات، وأن الارتباط بزوجة أخرى هو لحاجة وسبب آخر يخص الرجل وحده.
وعلى ذمة صاحبنا فإن الشروط الواجب توافرها عند الزوج المُعدد (القدرة المادية والجسدية، أن يكون باله سالٍ ولا يحمل الهموم، عدم التفكير في التفاصيل العائلية، العزم، الجدية، التوكل، سرعة اتخاذ الأمر، الإقدام، الشجاعة، الصبر، الحكمة، السرية، عدم الالتفات للوراء أثناء خطوات التعدد -الخطبة، الزواج- الحذر من الاستسلام لعاطفة الضمير المُتأخرة أي التفكير في الأبناء بعد الخطوة الأولى) فالتراجع يعني انهيار المشروع، وإلغاء الفكرة باقي حياتك..!
هناك عادات يومية (أشبه بالطقوس) التي يحافظ عليها صاحبنا من أجل صحة أفضل، فهو يصحو باكراً، وينام باكراً، غير مُدخن، لا يشرب المياه المعدنية إلا بعد أن يتم غليها أولاً ثم تبريدها للتخلص من الأملاح والبكتيريا الضارة على حسب وصفه، يحافظ على المشي يومياً لنحو ساعة كاملة، وجباته اليومية مليئة بالخضروات والفواكه...
خرجت من عند صاحبنا وأنا عازم بحول الله على عدم التفكير في التعدد، لأن البقاء على زوجتي أسلم، تحصل به الطمأنينة والسلامة، وسنخصص مقالاً قادماً عن تجارب بعض من خاضوا غمار التعدد وتراجعوا.
وعلى دروب الخير نلتقي.