جاسر عبدالعزيز الجاسر
أكدت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدول الخليج العربية الأربع؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، أن أهل الخليج -جميعاً- يتطلعون بشغف وبقوة إلى تحقيق الاتحاد بين دول المجلس الست، وحتى سلطنة عمان التي لم تخفِ حكومتها تحفظها على إتمام الاتحاد، لم يكن تحفظها رفضاً أو معارضة مبدئية على الوصول إلى الاتحاد، بل التحفظ مرده ضرورة إتمام وتنفيذ ما عقد من اتفاقيات، وأن يجري تطبيق كل ما اتخذه قادة دول المجلس من إضافات تنموية واقتصادية على أرض الواقع، خصوصاً بنود الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، وإنجاز الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، ورأي سلطنة عمان في هذا السياق رأي محترم ولا بد من دعمه ومساندة أي تحرك وجهد يحقق هذا المطلب الذي يعزز مسيرة مجلس التعاون في الوصول إلى مرحلة الاتحاد بعد استكمال خطوات التأسيس المبني على تحقيق المصالح الكاملة لأهل الخليج العربي، وخير ما يتحقق في هذا السياق هو تنفيذ بنود الاتفاقيات والتفاهمات الاقتصادية والتجارية عندما تصبح دول الخليج العربي منظومة واحدة، ولا يهم المسمى أو الإطار إن كان اتحاداً كنفدرالياً أو اتحاداً شبيهاً بالذي يربط الدول الأوروبية، فالمصالح عندما تتشابك تربط الدول والمجتمعات ببعضها البعض ويصبح الإطار الإداري والسياسي مكملاً ولاحقاً يعززه ترابط وتشابك المصالح, ولعل من حسن طالع وحظ أهل الخليج العربي -جميعاً- بما فيهم أهل سلطنة عمان، أنهم يأمنون ويتطلعون إلى تحقيق الوحدة بينهم، وكان من الممكن أن تشمل جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلطنة عمان، إلا أن وجود السلطان قابوس بن سعيد خارج السلطنة للعلاج حال دون ذلك، ولكن العواطف والرؤى واحدة، ومثلما أوضحنا أن رأي السلطنة رأي يحترم طالما أن المبدأ واحد والهدف مشترك وهو الوصول إلى اتحاد قوي وصلب، وهذا ما تعمل له ومن أجله جميع دول مجلس التعاون وقياداتها التي تترجم وتعمل على تحقيق آمال وتطلعات أهلها، وإذ كشفت وأكدت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أبوظبي ودبي والدوحة والمنامة والكويت الرغبة والدعم الشعبي الخليجي لهذا التطلع المشروع فإن القادة في القمة السابعة والثلاثين خطوا خطوات إضافية مهمة لتعزيز وتقوية التوجه لإنجاز هذا المطلب، وإن ما اتخذ في المنامة يتطلب عزماً والتزاماً بتحقيق ما اتخذمن خطوات وأن يتم تنفيذ ما تم اتخاذه من خطوات سابقة، خصوصاً أن مطالب أهل الخليج العربي تضغط على الأجهزة التنفيذية وحكومات دول الخليج بأن تنفذ كل ما اتخذ من اتفاقيات وتفاهمات حتى يتم إطلاق اتحاد صلب مبني على تحقيق مصالح أهل الخليج جميعاً.