علي عبدالله المفضي
لدي قناعة راسخة أن من يكتب القصيدة العمودية عليه أن يلتزم بالوزن والقافية وبدقة إذ ليس من المقبول أن يمرر على قارئه عدم التزامه بالوزن بحجة أن هدفه من ذلك هو الوصول إلى صورة جديدة أو معنى مبتكر ضاربا بالقواعد الأساسية للقصيدة عرض الحائط، لأن الإبداع الحقيقي أن تكون أمامك الحواجز والقواعد الدقيقة وتبدع، وليسمح لي من يحاولون أن يبرروا عجزهم عن الجمع ما بين الإبداع والتقيد بالقاعدة أن ذلك مرده كسلهم وعجزهم عن بذل المزيد من الجهد وعدم اقتطاف الثمرة ناقصة النضج ومحاولة إقناع القراء أن المعنى والصورة أهم من الوزن والقافية التي ربما أدى الالتزام بها إلى خسارة إبداع جديد.
وقد نسمع ربما تبريرا للعجز إن احدهم يدرك أنه يكسر القاعدة ويصر على ذلك بغية الوصول إلى ما لا يمكن الوصول إليه بغير ذلك وسأسمح لنفسي هنا أن استعير قاعدة -ما بني على باطل فهو باطل- وللقارئ الكريم أن يتصور هذا العدد الكبير من الشعر الجميل حقا الذي تعمد فيه قائله عدم الالتزام لو بذل جهدا في الوصول إلى الجمال مع التقيد بالقاعدة كم سيكسب الشعر من القصائد المتكاملة التي لا يمكن لقارئها أن يقول: يا لروعتها لولا كذا.
وهناك جانب مهم ربما غفلنا عنه وهم الموهوبون الشباب الذين يرون أن نجومهم لا يلتزمون بأساسيات القصيدة وكم من المواهب التي اقتنعت بالرأي القائل بعدم الالتزام واتخذته منهجا في كتابة القصيدة وربما وصل الحال ببعضهم إلى اعتبار بعض النثر الجميل المتضمن معنى أو صورة جميلة شعرا معتبرا يقارن بالقصائد العظيمة شعرا ووزنا.