أبها - عبدالله الهاجري:
واكبت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعدد من الدول الخليجية فعاليات وأنشطة فنية وثقافية في قالب شعبي وطني يوضّح بجلاء حالة الارتباط والتلاحم بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وأكَّدت مدى المحبة التي يحظى بها خادم الحرمين الشريفين في نفوس قادة وشعب الخليج كافة.
وتميزت جولة الملك المفدى بالوحدة والاتحاد بين شعب الخليج وتأكيدًا على لحمتهم ووقوفهم جميعًا خلف قادة دولنا، وبأن مصيرنا واحد ومشترك، ولعل الوقوف مع الحكومة اليمنية وشرعيتها إلى جانب الوقوف في وجه التدخلات الإيرانية الأكثر تميزًا خلال الجولة الملكية الموفقة، التي وضعت لبنة جديدة من لبنات المحبة والاحترام وتوحيد المصير بين أبناء الخليج لتأتي مقولة «خليجنا واحد» هي الشعار الأميز.
وحظيت جولة خادم الحرمين الشريفين بإقامة فعاليات وأنشطة فنية وثقافية وشعبية، وكانت بداية الجولة بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد شهدت الزيارة في يومها الثاني إقامة حفل شعبي أثناء احتفالات مهرجان زايد التراثي، كان بينها مسيرة شعبية لمجموعات من قبائل الدولة أمام الضيف الكبير مرددين أهازيج وفلكلورات خاصة بتلك القبائل.
وفي دولة قطر، واكبت إذاعة صوت الريان الزيارة الميمونة بإقامة حفلة غنائية جمعت الفنانين القطري فهد الكبيسي والسعوديّين سعد جمعة وجابر الكاسر في «سوق واقف» احتفالاً بالزيارة، حيث تغنى الفنانون المشاركون بالعديد من الأغاني الوطنية.
وقد فتحت ساحات السوق مجانًا للزوار للمشاركة في هذه الاحتفالات، كما قدمت إذاعة صوت الريان عديدًا من الفعاليات في «سوق واقف» تضمنت فلكلورات شعبية وأنشطة متنوعة وجميعها صبت ضمن احتفالات الإذاعة بالزيارة.
كما قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة إلى مملكة البحرين، ومن ضمن الاحتفالات، كانت هناك مشاركة غنائية للفنان راشد الماجد بعمل من كلمات الشاعر مشعل الحارثي، وكان الأميز هو مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والملك حمد مع المجاميع بالعرضة.
وفي ختام الجولة الخليجية، كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكريم لدولة الكويت، وتميزت هذه الزيارة «فنيًا» من خلال حفل وزارة الإعلام الكويتية التي كانت في «دار الأوبرا»، بدأ الحفل باستعراض غنائي لأهم أعمال الفنانين السعوديين في مقدمتهم الفنان الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده وطارق عبدالحكيم وعبدالمجيد وفهد بن سعيد، وعلي عبدالكريم، كما كانت هناك لوحة غنائية من أداء فنان العرب محمد عبده والفنان عبدالله الرويشد وهي من ألحان مشعل العروج وكلمات الشاعر بدر بورسلي وإخراج أحمد الدوغجي.
كما شهد خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت، استعراضا شعبيا على أنغام تراثية قدمها مجموعة من الأطفال تلاه مشهد تراثي يتصل بمهنة الصيد البحري التي عرفها أهل الكويت والخليج في تاريخهم.
كما شارك نجوم الدراما السعودية والكويتية ناصر القصبي وسعاد عبدالله وإبراهيم الحربي وحبيب الحبيب بلوحة درامية تحت اسم «الجيران» وهي من تأليف الكاتب السعودي خلف الحربي ضمن الاحتفال البهيج، التي عبرت عن الوحدة الخليجية والعلاقة الممتدة على مدى التاريخ بين السعودية والكويت، ودور مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعلاقة بين مواطني هذه الدول الذين يعتبرون أنفسهم شعبا واحدا.
ويعد لقاء النجمين سعاد عبدالله وناصر القصبي هو الأول لهما منذ بداية مسيرتهما الفنية وحظي باهتمام من قبل الجمهور الفني الخليجي بالرغم من أنه لا يأتي في سياق عمل درامي تلفزيوني. كما كان للفنان نبيل شعيل مشاركة غنائية أثناء وصول خادم الحرمين الشريفين للكويت.
كما تميزت زيارة الملك سلمان للكويت بتعاون بين وزارتي الإعلام في البلدين، من خلال البرامج المشتركة التي بثت على القنوات الحكومية، وكذلك مشاركة مذيعين سعوديين في برامج كويتية، كما كان سوق المباركية مسرحًا واسعًا ومهمًا للاحتفالات التي أقيمت على هامش الزيارة الملكية.
ولعل اللافت في زيارة خادم الحرمين الشريفين لدول الخليج، هي مشاركته -حفظه الله- مع شعوب وحكومات الدول في العرضة وحظيت تلك المشاركة بتداول واسع على منصات التواصل الاجتماعي، كما كانت هناك قصائد شعبية شارك بها شعراء تلك الدول واشتركت تلك القصائد في وحدة التلاحم والمحبة بين شعوب الخليج العربي.