نبيل حاتم زارع
برعاية كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عُقد مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس في العاصمة الرياض، الذي شرف حفل افتتاحه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي. وقد أشبعت الصحف والقناة الثقافية بتغطياتها هذا المؤتمر الموفق والناجح، الذي تشكر عليه الوزارة ومنسوبوها ولجانها العلمية والعملية التي بذلت جهودًا في تنظيم وإعداد المؤتمر وتقديم خدماتها للأدباء والمثقفين والمهتمين الذين حرصوا على الاستمتاع بما طرحته الأوراق المتنوعة، التي - بطبيعة الحال - حظيت بمؤيد لها ومختلف معها. وأيضًا تُشكر الوزارة على تحمُّلها عناء الضغوط والهجوم من غير المدعوين، وقد كنت أتمنى أن يبادر من هاجم بتقديم بحثه للمشاركة، خاصة إذا كان معتبرًا نفسه من كبار الأدباء والمثقفين. ورغم ما تعرَّض له البعض من إساءات إلا أنه وجب شكر وزارة الثقافة والإعلام على عقد هذا المؤتمر، الذي يكفي أن يلتقي فيه أبناء الوطن من الأدباء والمثقفين في عاصمة الحب الرياض تحت مظلة الفكر والثقافة والأدب من كل منطقة ومدينة؛ إذ يسعد الجميع من خلال هذه اللقاءات بتناول العديد من المواضيع التي تهم الساحة الثقافية والأدبية حتى وإن اختلفت وجهات النظر، فضلاً عن أن من جماليات هذه الملتقيات اكتشاف أسماء جديدة، تبرز في الساحة، لطالما أن اللجنة العلمية أقرت مشاركتهم وإدراجهم في الجلسات. وفيما يتعلق بالتوصيات فأتصور أن جميع المؤتمرات عادة ما يتم من خلالها وضع توصيات، ويبقى التنفيذ على الجهات المختصة؛ لأنه ليس من الإلزام على كل مؤتمر تنفيذ ما جاء من توصيات. وحقيقة، استحقت اللجان المنظِّمة الشكر على عدد من الجوانب التي تستحق الإشادة؛ فقد كان من الجوانب اللافتة للنظر وضعية المنصة الرئيسية التي صُممت بطريقة احترافية مميزة بحيث تستوعب المتحدثين من الطرفين (الرجال والسيدات)، وتم تقسيمها بحيث ينتصف بينهم شاشة عرض كبرى جدًّا. وباستطاعة الجمهور متابعة الندوات فضلاً عن إتاحة المجال للسيدات لمن كانت ترغب في إلقاء ورقتها من على المنصة، أو من الجانب الآخر الخاص بالنساء، فتركت حرية الاختيار للمرأة دون إثارة أي إشكاليات، وفي الوقت نفسه هو رد قوي جدًّا على من يشكك في حرية المرأة السعودية، وأنها مقيدة، وأنها تخضع للسيطرة دون إتاحة المجال لها للتعبير عن رأيها، فهذا التنظيم الذي أحدثته وزارة الثقافة والإعلام من خلال مؤتمر الأدباء كانقوى رد وأجمل تخطيط لإتاحة الفرصة للمرأة وحريتها، سواء باعتلاء المنبر، أو دون ذلك، إضافة إلى اللوحات التعريفية للمتحدثين التي تحمل اسم المتحدث وشعار المؤتمر ورقم الجلسة وعنوان ورقته.. فهذه أجمل توثيق للمتحدث. وأتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تُبقي اللقاء كما هو كل عامين مع تمديد عدد الأيام نظرًا لكثرة المتحدثين وتقليل عددهم في الجلسات لإتاحة الفرصة للمناقشة والمداخلة، وأتمنى أن يكون المؤتمر متنقلاً في كل المدن؛ وذلك لإتاحة الفرصة لمثقفي كل منطقة بالحضور، ولتفادي أيضًا أزمة الدعوات.
مرة أخرى شكرًا لا تكفي جميع من قاموا على خدمة المؤتمر، وأخص الدكتور أحمد الطامي والأستاذ عبدالرحمن الأحمدي والأستاذ محمد عابس.. وتحية لوطننا الغالي الذي يسبق الجميع.