سعد الدوسري
في المرحلة المدرسية المتوسطة، وهو مرحلة تفتح الفتيان والفتيات على الحياة وعلى التعلم، نحتاج إلى تحليل مدى قبولهم على المواد الدراسية. نحن في زمن لا يفرض وصايته على أحد، بل يتيح للجميع التزود بالمعرفة من كافة المصادر، المنبرية والورقية والالكترونية. وحيث أن الأخيرة هي التي تلازم اليوم فتياننا وفتياتنا، فمن واجبهم علينا، أن نقيم ما نطرحه لهم في مناهجهم المدرسية، التي يقضون معها ست ساعات يومياً.
إن حجم ونوعية المادة العلمية والمادة الدينية التي يتلقاها الطلبة والطالبات، قد تكون غير ملائمة لأعمارهم وإدراكهم؛ الكلام هنا ليس عن كونها قليلة أو كثيرة، مناسبة أو غير مناسبة، بل عن كفاءتها وقدرتها على الوصول لعقولهم بشكل يتناسب مع كونهم يتلقون معارف الكترونية من الأجهزة التي صارت ترافقهم على مدار الساعة، منافسة َبذلك كل مصادر المعرفة والترفيه التي نسعى لتقديمها لهم.
ليس عيباً أن ندخل في تنافس مع ما يتلقاه أبناؤنا وبناتنا. العيب أن نقف مكتوفي الأيدي، ونحن نراهم ينصرفون عن المناهج المدرسية، إلى مناهج محببة ومغرية ومصنوعة بحرفية عالية. علينا أن نعيد النظر في محتوى وآلية التعليم، ابتداءً من المراحل المتوسطة، وأن نجعلها قريبة من محتوى الآلية المنافسة، لنضمن أن يتعلم الطلبة والطالبات تعليماً مدرسياً مفيداً ومثرياً، وليس مجرد تعليم للحصول على شهادة، فالمستقبل لن يقف طويلاً أمام الشهادات، سيقف أمام المهارات والكفاءات.