«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الحب لا يتجزأ أن تحب مسقط رأسك، أرضك، وتحب قبل هذا أسرتك، وتحب بعد هذا قيادتك ووطنك ومجتمعك، وبعد هذا أن تحب خليجك الكبير، هو تعبير عن إِنسانيتك المشبعة بالحب والخير، الخليج هو أرضنا الطيبة الواسعة التي تمتد من الجنوب على ضفاف البحر العربي وإلى الشمال حتى نهاية الحدود الكويتية وحدود المملكة بالعراق وسوريا والأردن وفي الشرق على خليجنا العربي، وفي الغرب البحر الأحمر، كل هذه المساحة الواسعة الشاسعة هي وطن واحد ووحدة واحدة إن لم يرددها أبناء الخليج علانية، فهم يرددونها دائمًا وأبدًا بينهم وبين أنفسهم، وهكذا فالخليجي هو وطننا الكبير الذي أحبه جميع أبناء دول الخليج، ولا تناقض بين حبنا للمملكة أو الإمارات أو البحرين أو الكويت وقطر وعمان نعم أحببنا كل دولة بسيادتها وقيادتها وفطرنا على محبة تربة كل وطن في هذا الخليج العظيم بقادته ومواطنيه وبخيره وما أنعم به الله من نعم لا تعد وتحصى.. وبالتالي ارتبطنا بتربته المعطاءة، فكان خليجنا الواحد.. الذي ننتمي إليه بالدين والتاريخ والأرض واللغة والتقاليد والعادات.. والخليج لم يكن دولاً عابرة في التاريخ ودوره في الحضارة الإسلامية كان رائدًا وأساسيًا وفاعلاً فلا عجب إذا ما توفرت في دوله وعبر العصور كل مقومات النهوض الحضاري والتقدم الشامل بعد أن تفجرت في أراضيه ينابيع النفط، والإمكانات البشرية الهائلة والقدرات الفاعلة والطاقات الخلاقة وأعطته الثقة بالنفس والوطن، فتنامت دوله بصورة لافتة أثارت حفيظة الغير، وباتت دوله محط مطامع دول كبرى، ولكنه استطاع أن يقف بقوة وعزم وحسم في وجه الأعداء والطامعين، وها هو الخليج يوفر في دوله جميعًا كل الأجواء والظروف الملائمة للعطاء والفعل والتضحية من أجل البناء والقدم وحماية مكتسباته ومسيرة التنمية في مختلف دوله. إن خليجيتنا انتماء لدول عظيمة كانت هكذا عبر التاريخ.. لقد كانت جولة خادم الحرمين الشريفين الناجحة في دول الخليج، الذي استقبل فيها بحفاوة بالغة جسدتها تلك المظاهر التي عبرت عن فرحة أبناء الدول التي سعدت بزيارته، فرفرفت راية التوحيد خفاقة على أعمدة الإضاءة، كما في أيادي الكبار والصغار الرجال والنساء وهم يهتفون ويرددون باسم ملك الحسم والعزم، ويعبّرون في أهازيج لا أروع عن محبتهم وسعادتهم بقدوم خادم الحرمين، وهكذا عبّر الخليج الواحد عن حبه للقيادة السعودية الشقيقة الكبرى لمختلف دول الخليج، السعودية حاضنةالإسلام والسلام. إن حب أبناء الخليج لقيادتنا وللمملكة تمثل في هذه الاستقبالات المدهشة والرائعة التي جعلت من زيارة الملك زيارة «تاريخية» سوف يتذكرها الآباء والأحفاد، وسوف يروى حكايتها التاريخ.. وكما أكَّد أحبتنا قادة الخليج أنفسهم والذين استقبلوا بحب قائدنا ورائدنا الملك سلمان، فهم أكَّدوا عمق الارتباط وقوة أواصر الإخوة.. كما كتبت مختلف الصحف الخليجية عن أهمية الجولة، واعتزازهم بها.. وتفاؤلهم الكبير بما سوف يتحقق من نتائج إيجابية نتيجة لهذه الجولة المهمة التي رآها المراقبون ناجحة بكل المقاييس.. كيف لا ودول الخليج الشقيقة تشرفت باستقبال خادم الحرمين الشريفين هذا الزعيم الكبير، قائد الحزم والحسم.. خصوصًا وهي تأتي قبل انعقاد القمة الخليجية، ولتعطي مؤشرات على تنسيق مسبق وتفاهم كامل بين القادة لمزيد من التنسيق والمشورة وصولاً للأفضل بمشية الله..؟!