فهد بن جليد
نحن أمام مفهومين مُختلفين؟ إمّا أن الشهادة الجامعة لم تعد مؤهلاً (عالياً) في مجتمعنا، وهذه حقيقة علينا أن نواجهها برفع طموح وأحلام شبابنا للحصول على مؤهلات أعلى، كشرط للحصول على الوظائف التي يرغبونها ويطمحون لشغلها، أو أن نظرتنا الحالية لبعض المهن خاطئة - تبعاً لثقافتنا - التي تحتاج تغييرا، عندما نستكثر مثلاً أن يعمل الشاب السعودي الذي يحمل (مؤهلاً جامعياً) في مجال الفندقة أو الضيافة كموظف سنترال، حامل حقائب، استقبال في المكاتب الأمامية، مدرب سباحة ...إلخ من الوظائف التي يشغلها غيره من الوافدين بذات المؤهل، والعُقدة في نظرتنا صوبها التي ما تزال في حاجة للمراجعة حتى تتحرر من العيب والخجل للدخول في مضمار المنافسة، فمثل هذه الوظائف هي بوابة الوصول إلى وظائف قيادية أعلى، متى ما خاض (الشاب المؤهل) التجربة بشيء من الصبر لكسب الخبرة والمعرفة والتدرج الطبيعي؟!.
في كلتا الحالتين هناك تغير في قيمة ومفهوم الوظيفة تبعاً (للمؤهل التعليمي)، يجب أن ننتبه له، وقد بدأت دول عربية وخليجية خططها (لكسر هذه الثقافة)، ويمكن ملاحظة ذلك عند التحدث مع بعض العاملين في الفنادق هناك عن مؤهلاتهم العلمية وتخصصاتهم الأكاديمية..
نظرتنا (للون الياقة) لا يجب أن تستمر في تحديد المكانة الاجتماعية، والأهم أن لا تكون سبباً للسخرية أو التقليل من قدرات الآخرين وحقهم المكتسب في تحقيق أحلامهم المعيشية والوظيفية، عند ربط الكسب من العمل اليدوي بالجريمة وتدني المستوى المعيشي.. إلخ، ومثل هذه النظرة القاصرة نأمل أن تنتهي باستمرار التصاعد الذي نراه في الآونة الأخيرة لقبول المجتمع بارتداء أبنائه مثل هذه الياقة، وحتى تعلم أن لون الياقة لا علاقة له بالنبل، أنصحك بالقراءة عن الجرائم النظيفة، والمفاسد الصامتة التي يدبِّرها وينشرها بعض أصحاب (الياقات البيضاء) في كل المجتمعات تقريباً كمصدر للجريمة والاختلاس والسرقة وتفشي الرشوة والعنصرية ..إلخ؟!.
إذا ما أردنا الوصول للمستقبل بعقلية سعودية تناسب طموحنا وأحلامنا وفق رؤية 2030، علينا مراجعة ثقافتنا لتصنيفات وظائف أصحاب الياقات البيضاء، ومهن أصحاب الياقات الزرقاء، تبعاً للمؤهل التعليمي.. فك الارتباط بين لون ياقتك ومؤهلك، هو آخر الحلول التي يجب التفكير فيها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.