محمد خالد الخنيفر
من الطبيعي أن كل واحد منا دار بذهنه هذا التساؤل. من العوامل التي تجعل بعض البنوك تتفوق على أقرانها جودة الخدمة المقدمة للعميل وكثرة فروع البنك وجاذبية العروض الخاصة بالتسعير وجودة المصرفية الهاتفية ونظيرتها على الشبكة العنكبوتية. ولكن ماذا لو تواجد على الجانب الآخر بنك يمتاز بصيرفته الإسلامية ولكن مستوى الخدمة أقل من المتوسط؟ السؤال هنا: هل تضحي مثلاً بجودة الخدمة وتعاني مع هذا البنك؟ أو أنك تقرر أن تتنازل عن بعض مبادئك وتقرر اختيار بنك تقليدي متميز بخدماته؟ فأنت على سبيل المثال لا تنال فوائد على أموالك المودعة ولكن على النقيض من ذلك أنت لا تعلم إذا ما كانت ودائعك سيتم استغلالها لتقديم قروض إسلامية أو تقليدية! هذه كانت مقدمة للمقال الذي سيتناول هذه القضية على جزأين.
سوء الفهم التسويقي
أعتقد أن البنوك الإسلامية المتوزعة حول العالم تخسر نوعية معينة من العملاء وذلك بسبب تصور تسويقي خاطئ لديها. وهذا التصور يقول إن تواجد العملاء المسلمين، في أي بقعة على الأرض، يعني وبشكل بديهي أنهم سيضعون أموالهم مع البنوك المتوافقة صيرفتها مع الشريعة. فلا خلاف في أن الدافع الديني يلعب دوراً نحو توحيد توجه العملاء نحو المنتجات المصرفية الإسلامية. ولقد رأينا في بعض البلدان التي لديها بنك إسلامي واحد كيف أن بعض العملاء الملتزمون يكونون مستعدون لتحمل «علاوة التقوى» على الخدمات والمنتجات المصرفية. فقد لفت انتباه الغربيين الذين درسوا سلوك عملاء الصيرفة الإسلامية أن هؤلاء العملاء مستعدون لدفع مبالغ أعلى لقاء أخذ قرض إسلامي. ولذلك خرج علينا مصطلح «علاوة التقوى» (piety premium ). وفي الوقت الذي تبرر فيه البنوك الإسلامية في تلك البلدان وجود «علاوة التقوى» بسبب المصاريف التي بذلتها لتطوير المنتجات، نجد أن تلك العلاوة تختفي في البلدان التي تحتضن بنوكاً إسلامية عديدة.