نادية السالمي
الاختيار بين مستبد ومستبد لا يعني أن الإنسان حر، بل يعني أن الشكليات فتنته ببهرجتها عن جوهر التفاصيل المنطفئة، يقول أحد مفكرينا ولعله مالك بن نبي:»أن من الطبيعي أننا نتصور الخلل في عالم الأشخاص بكل سهولة، أما الخلل في عالم الأفكار فمن الصعب كشفه». وليتنا نقف على هذه العبارة بالعقل ومايصلح معه من أدوات قد تثري الفكرة وتصب في مصلحتها. تسعى المرأة التي ترى في نفسها شيئا من نبوغ الثقافة، وحظية التعليم والفكر المستقل إلى الخروج من عباءة الرجل والسير في مسالك الحرية وقطع مشوار الألف ميل، ما يعني أن عليها القيام بثورة وعي لاستنهاظ همم الأخريات حتى يخرجن فخروجها بمفردها لن يحقق لها ما تصبو إليه من نتيجة تكون فيها سمة المرأة في المجتمع الاستقلالية، وهذا بحد ذاته جيد، وينم عن إنسانية لولا أنها وقعت في المحظور فعله حين حلت محل الرجل ومارست نفس السلطة وذات الذرائع وبأدوات أكثر فجاجة لتتحكم بمصير الأخريات، وتحكم على الأمور بالمعطيات التي تراها، وظهر هذا جليا في كثير من الأمور التعليمية والمهنية التي استقلت فيها المرأة، ولا يعنيني طرحها الآن ولا دراستها، لأني أود تسليط الضوء على أقرب حدث تشف أحداثه عن حقيقة رغبة المرأة في نزع ولاية الرجل على المرأة لتكون هي على المرأة وليّة، ولم تنتبه إلى المنادي من أقصى التاريخ «لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم»
بدارية أو بلا دراية المرأة لم تتحرر من فكرها النمطي تجاه المرأة، والقمع على مايبدو ثقافة متجذرة تتوارثها الأجيل لهذا سنلاحظ أن بعضهن ترتب مستقبلها على أن تحل محل الرجل الولي لتكون وليّة على الأخريات ضاربة بدعاوي الحرية عرض الحائط!. وسمان في تويتر يرسم الصورة النمطية التي تحملها المرأة عن المرأة أيا كانت ثقافتها ومدى تنويرها الوسم الأول #أوقفوا_ محاضرة_مفهوم_الولاية، صويحباته يرين أن إسقاط الولاية خيانة للدين والوطن فرفضن أي محاولة للتوضيح أو معرفة المراد للمجتمع!. والوسم الثاني # إسقاط_الولاية الذي بلغ من العمر عتيا ينافح من أجل البقاء على أمل نشر الضوء في الزوايا المرأة الراضية بتخلفها بزعم المشاركات فيه!، والقاعدة الثابتة في الوسمين وبين الناشطة هنا وهناك هي
انحراف الفكرة الأساسية وهي التوعية بالحقوق بما فيها حرية الاختيار بين بقاء الولاية أو اسقاطها، والطريق الوحيد لتنتصر المرأة الراغبة في الولاية والمناوئة لها أن تحترم وجهة نظر من تخالفها بعيدًا عن سجنها داخل أحكام مسبقة بالجهل أو الخيانة، وإذا تمكنت من ضبط انفعالاتها عندها لتسعى بكل ما حباها الله من قوة لتحقيق ما تريد بالطريقةالمعقولة التي تريد كمحاضرة عامة أو خاصة لقاءات تلفزيونية خطابات...إلى آخر ما تصل إليه، وعليها أن لا تعيب على الأخرى المناهضة إذا استخدمت ذات الطريقة فجهل الإنسان _ فكريا أو دينيا الذي نعتقده _ ليس ذريعة للاستخفاف به واحتقاره بل للتعاطف معه.
بقي أن أشهد أن ماكتب يخضع لولاية «التبعيض»