فيصل أكرم
*(خاء):
خيطُ دُخَانْ
رفيعٌ جداً، يهبطُ فيكَ
ليكتبَ كي تقرأ وحدكَ: لا غيركَ هانْ
وسحابٌ يجرحُ دربَ الروحِ
يؤدّبهُ ويخضّبهُ
برمادٍ كان على عينيكَ،
وأنتَ تقومُ إلى النيرانْ
فهل في نظرتكَ الميعادُ
قريباً..؟
هل أنتَ كذنْبٍ في قلبٍ يرتدُّ الآنَ إلى الإيمانْ؟
لا تكتبْ إن لم تلتحم الأوطانُ تماماً في الأوطانْ
لا تكتب، أبداً، عن أشواطٍ خاسرةٍ
ما دمتَ ستجهلُ كيفَ تقودُ جوادَكَ
كالفرسانِ إلى الميدانْ.
لا تذكرْ شيئاً للإنسانِ عن الإنسانْ.
*(جاء):
تحتاجُ إلى عصيانٍ مُرٍّ
كي تتمنّى كلَّ بهاءْ..؟
تحتاجُ إلى خَجَلٍ وبكاءْ؟
تحتاجُ إلى قبرٍ وسماءْ؟
أو أنكَ تمشي فوقَ الأرضِ
وحيداً ترتقبُ الأضواءْ...
ستكونُ إذاً،
ستكونُ غريقاً يستجدي قطراتِ الماءْ
ستكونُ سجيناً في الصحراءْ
ستكونُ طريقاً آخرَ، في سكتتكَ
على من راحَ عليكَ وجاءْ.
*(لاء):
وأنتَ تظلُّ تسيرُ وحيداً في الطرقاتْ
وتقولُ: سأصلُ قريباً، حين يعودُ الدربُ إلى الخطواتْ
فهنالكَ تقفُ محطتكَ، الموعودةُ منكَ بشيءٍ فيكَ
لأنَّ فطاركَ فاتْ
ها أنتَ ستنتهكُ الأوقاتْ
ستمرُّ سريعاً بينَ وجوهِ الناسِ،
تسلّمُ وجهكَ للمرآةِ، وتحفظُ ما ينسكبُ عليكَ
كأنكَ محفظةٌ للحبرِ/ دواةْ.
ها أنتَ نجوتَ.. وغيركَ ماتْ.