الثقافية - محمد هليل الرويلي:
الشعر في داخله كالدفق المتموج برقاً ورعداً كذلك الغريب المجهول السحري والغامض الذي يأتي دون استئذان, فيتقمَّص روح الشاعر وهو لا يدري ليصبح في ملكوت الكلم مثل نجمة تسبح في أكوان لا نهائية، فيتماهى مع الأرواح في برزخ الخلود. هكذا هي البحة الشاعرية الموبوءة دواخل الخوجة المرسوفة بعوالم الدهشة, غير أن ذات الخوجة «الوزير المظلوم» وهو المعترش على مصطبة وزارة الثقافة والإعلام نصف عقد لم ينتصف من دائرة بيته الإعلامي! لنقذف الحجر في مياه نقّادنا وأكاديميينا وكتَّابنا الأكارم.. هل حظيت تجربة وزيرنا الشاعر بالحفاوة المستحقة كما أُعطيت لغيره من الشعراء المجايلين له أو الراحلين؟ في حديث جانبي مصبوغ بالحميمية بيني وبين الخوجة قلت له بأنك ظُلمت ولم تأخذ مكانة رقمك الصعب في نوادينا الإعلامية؟!
أناح بوجهه وامتطى لغة الصموت تواضع الكبار في اغتفار الزلات والنأي بالنفس عن تعظيم الذات وتحبيذ البريق, أثقلت كاهل البياض أيها النبيل..
متابعي «الثقافية» والآن دونكم هذا الحوار في جزئه الثاني المرصوع بالتبر والدمقس مع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في المغرب د. عبد العزيز خوجة.
* حياة الإنسان لا تقاس بطول السنين بل بعرض الأحداث «الطنطاوي» تعج مسيرة الخوجة بالزخم الهائل التجربوي من المغامرة والحذو المشحذ بهمة وعزموية فخمة ناهيك عن تراكمية سنونها المترهلة وأطل كتابه الأخير «رحلة البدء والمنتهى» كعملية تدوينية تجسّد الركض اللاهث بين قطبي سعد الحياة وتلعجاها اللامظ فأسجمت هذه الحنجرة عن كل ألوان الإيقاعات التي مرت وتمرمرت بها ألحاظ تجربته فكانت «رحلة البدء والمنتهى» شعرًا حقيقيًا يلامس أشغفة المحدودين والمجدودين يطفر خللها وفي كل تجازيئها نضارة الشعر ونمارته التي تخنق التنفس لبلغة سدرة الحب في رئتيه حدثنا عن هذا الدفق المتموج برقًا ورعدًا ثم على غرار كلمة المنتهى هل نزعم بأن الخوجة بهذا الكتاب قد استطاب لوضع «نبضه»رف الأفول وصالة الغروب واستنام لهاتف الاستقالة والممضي بتوقيعها «برحلة البدء والمنتهى» وهل الحياة هي من أوعزت لها بالإشارات الكونية وهو الفهيم بشيفرتها الخاصة والإدراكية. أم هو تصادف عُنون له بهذا المسمى والسيرورة لديه لم تزل تبض وتنض عن ساقيها المحفزتين لشريان لروح القلم والكلم آمل بأن الخوجة لم يفتعل المنتهى عمدًا وإنما رام تفويف العنوان.. كيف يستقيل الشاعر من نفسه؟
- الشاعر ساحر يطارد الفراشات المجنحة وكأنه يطارد وحياً من عوالم علوية لا بداية لها ولا نهاية.
دعني أقول لك إن النقاد وعشاق الغوص في المعاني، هم الذين يحاولون تأويل ما يقوله الشعراء، لكن ورغم اجتهاداتهم وإضاءاتهم التي تمنح القصيدة أبعادًا أخرى قد تفاجئ الشاعر نفسه، فإن المعنى يبقى في بطن الشاعر كما يقولون، ولكل مجتهد من النقاد وأصحاب التأويل نصيب.
أما عن الدفق المتموج برقاً ورعداً فهو ذلك الغريب المجهول السحري والغامض الذي يأتي دون استئذان، فيتقمص روح الشاعر وهو لا يدري، ليصبح في ملكوت الكلم مثل نجمة تسبح في أكوان لا نهائية، فيتماهى مع الأرواح في برزخ الخلود، وينطق مرات كثيرة بما يملى عليه من حروف وصور مرموزة، فيتعب أحياناً في جمع شتاتها وملاحقتها كساحر يطارد الفراشات المجنحة وكأنه يطارد وحياً من عوالم علوية لا بداية لها ولا نهاية. وبالنسبة لعناوين القصائد وعناوين الدواوين، فهي تولد من رحم القصيدة، وقد تكون مرات أخرى وحيًا من عوالم مغايرة لا صلة لها بعوالم تنزل القصيدة. ولذا فأنا لا أشغل نفسي كثيرًا بعملية اختيار الأسماء والعناوين، لأنها حتماً تفرض ذاتها دون كبير عناء.
أما الشعر فلا نستقيل منه لأنه لم يكن أبداً ولن يكون وظيفة أو مهنة أو صنعة، بل هو رديف الأحاسيس وقرين المشاعر، وبلسم الروح، وشغاف القلب، وهو الأنا اللصيقة بالذات الغارقة في أعماق نفس الشاعر وتحتل جوانحه وتعشعش في فوائده منذ الميلاد وحتى الرحيل، فكيف يستقيل الشاعر من نفسه؟
* لا شك بأن الخطاب الشعري منذ الأزل قد لعب دورًا حيويًا في التأثير والقناعات واغتاص في شكلانية الخارطة الذهنية..
«قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا»
فبعدما امتدحهم «الحطيئة» أصبحوا قبيلة أنف الناقة يباهون بقبيلتهم وطرحوا الخجل والحياء أرضًا.
بما أن الخطاب له هذا السحر الفتين الذي قد فاق حدود العراف والكاهن المحدودي المعالم بينما الشعر مترهل التأثير ليشمل المجتمع بأسره، فالشعر صورة فنية موازية لحياة أصحابه وأفكارهم وبيئتهم هل ثمة رؤية للخوجة حيال اقتناص هذا المحفل وتمرير أفكار تغييرية بناءة تغذ الجيل بعمقوية النظرة وتعقيمها؟
- إذا لم يقتنص الشاعر اللحظة التاريخية صار شعره مسطحاً ومواعظ تحتفل بلغة الخشب.
- كان الشاعر في السابق وزارة إعلام متنقلة..
مما لا شك فيه أن الخطاب الشعري له العديد من المقومات والخصائص المدهشة، التي تجعل منه قوة هائلة للتأثير في نفوس الناس وعقولهم، وهو ما يتيح له إمكانية التحول إلى أداة فاعلة للتغيير في حياة المجتمعات التي ما زالت تعشق سحر الكلمة الشعرية، وتمنح للشعر ما يستحقه من مكانة وتقدير.
وبطبيعة الحال فإن لكل شاعرٍ رؤيةً في خطابه الشعري، صحيح أن الشاعر ينظم القريض عفو الخواطر، لكن كلماته لا تأتي كمجرد صور جمالية وبلاغية فحسب، بل هي نبض قلبه، ورحيق روحه، وعصارة فكره، وزبدة ثقافته وكل ما اكتسبه في هذه الحياة من حكمة وتجارب. والشاعر يستطيع بقدراته وملكاته وخلفيته المعرفية أن يمرر ما يشاء من رسائل، سياسية وفكرية واجتماعية وأخلاقية. والشاعر اللماح هو الذي يقتنص اللحظة التاريخية في مسارات الإنسانية وحراك المجتمعات، ليضع بصمته التي يمكن للناس أن يقرأوا في خطوطها ما يريد تبليغه من رسائل. وبالنسبة لي أرى أن تمرير أفكار تغييرية بناءة عبر الشعر لتغذية الجيل بعمق النظرة وطهارتها، لا يتم بشكل تقريري مباشر، لكنه يأتي في سياق طبيعي ضمن الوظائف المتعددة للقصيدة. بَيْدَ أن التركيز على ذلك بشكل متعمد سيحيل شفافية الخطاب الشعري إلى كلام مسطح وفج، أشبه بالخطب والمواعظ التي تحفل بلغة الخشب. ومثلما للشعر وظائفه، فإن لنظمه، قواعده وضروراته الفنية والجمالية التي يجب أن تبتعد به عن المباشرة والتقريرية. وأضيف بأن الرسائل التي يحملها الشعر ينبغي أن تنداح بسلاسة ولطف داخل بنية القصيدة التي تتسلل إلى الدواخل عبر القلب والمشاعر والعاطفة قبل العقل.
أما حديثك عن ذلك النموذج الذي يلقي الضوء على دور الشعر في العصر الجاهلي والعصور التي تلته، فإن الشاعر في ذلك الزمان كان وزارة إعلام متنقلة للقبيلة، وكان صوتها وحاديها، مثلما هو مؤرخ الأمكنة والأحداث. وكان الأمراء والخلفاء وعلية القوم يمنحون الشعراء المكانة الكبيرة التي تليق بهم، حيث يتسابق الشعراء في بلاط السلاطين وقصور الخلفاء ودواوين الأمراء. والأمثلة كثيرة قبل الحطيئة وبعد المتنبئ وصولاً إلى أمير الشعراء أحمد شوقي. وقد انحصرت أدوار الشعر القديم في مجالات محدودة مثل الفخر والحماسة والغزل والوصف والمدح والذم والرثاء. لكنني أستطيع أن أقول إنه في بدايات القرن العشرين، برزت عدة مدارس شعرية حديثة مثل مدرسة أبوللو ومدرسة الديوان والمدرسة الرومانسية وشعر المهجر والمدرسة الكلاسيكية والمدرسة الواقعية، وغيرها من المدارس التي خرجت عن نمط الشعر القديم، حيث بدأ الشعر يظهر في أنماط إبداعية جديدة. كما ظهرت قبل ذلك في العصر الأندلسي صور جديدة للشعر تمردت على القوالب الشعرية التقليدية وجاءت بنمط جديد هو الموشحات.
* بما أنكم كدتم أن تكونوا أحد ضحايا التطرف خلال مخطط لئيم وغادر فترة عملكم سفيرًا في تركيا وبما أنك ابن لهذا الوطن الآمن القائم بشريعة الله وأنت ترى نشوب مخالب الغدر قد استطالت المساجد والمنشآت من قبل فئة قليلة قد مرقت من الدين من معدومي الوطنية والهوية بيد بفضل من الله بأن الأجهزة الحكومية وعبر ضربات استباقية من رجال الأمن قد سيطرت على الفكر و»أدلوجيته» بكل وعي وجاهزية وتسعى جاهدة لتجفيف هذه المنابع الآسنة نروم من معاليكم النصح والتوجيه لجيل الشباب وكيفية تحصينهم من هذا الفكر الدخيل وبأن الانتماء لله ثم للمليك والوطن؟
- ابتعدوا عن الشبهات وعن دعاة التكفير والقتل واستباحة دماء المسلمين وغير المسلمين.
- شيوخ الفتنة والضلال سيطروا بأفكار دخيلة لا تمت لديننا الإسلامي وقيم مجتمعنا.
إن التطرف والإرهاب هما آفة العصر ومصيبته اللتان لم ينج منهما أحد. ونحمد الله أن المملكة بفضل الله وعنايته، ثم بتوجيهات قيادتنا الرشيدة ويقظة جهود الأجهزة الحكومية المختلفة وتضحيات أبنائها في الشرطة والأمن والمخابرات، استطاعت من خلال الضربات الاستباقية أن تحجم من خطر المتطرفين، وتمكنت من تقليص مخاطر العمليات الإرهابية إلى درجة كبيرة. وقد أثبتت عمليات المناصحة والمراجعات الفكرية، مع عدد كبير من المتطرفين، صواب وسداد فكرة ولاة الأمر في أن المقاربة الأمنية لمحاربة التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه المالية، لا تكفي وحدها لدحر هذا الخطر الماثل، فكان لا بد من مخاطبة العقول والتركيز على عوامل التثقيف والتوجيه والإرشاد، لقطع الطريق أمام قادة التطرف وحماية الشباب الذين يمكن أن يكونوا ضحية لأفكارهم الشيطانية، مثل العديد من المغرر بهم الذين يسيطر عليهم شيوخ الفتنة والضلال، بأفكار دخيلة على مجتمعنا وعلى قيمنا وأخلاقنا، بل إنها أفكار لا تمت بصلة لديننا الإسلامي الحنيف وشريعته الغراء القائمة على مبادئ الاعتدال والتسامح والمساواة بين بني البشر. فكلنا لآدم وآدم من تراب وإن أكرم الناس عند الله أتقاهم. أما نصيحتي لجيل الشباب، فأتمنى عليهم أن يأخذوا علوم الدين من منهلها الصحيح، وأن يبتعدوا عن الشبهات وعن دعاة التكفير والقتل واستباحة دماء المسلمين وغير المسلمين، فذلك ليس من الإسلام في شيء، لأن الإسلام دين محبة ورحمة وسلام، وما شاد أحد الدين إلا غلبه.
* مستورة العرابي ناقدة وأكاديمية بجامعة الطائف تناولت تجربتك الإبداعية كاملة في كتابها «التشكيل الجمالي في شعر عبد العزيز خوجة» الصادر عن نادي جدة الأدبي 2014 ما رأيك في هذا الجهد النقدي والدراسة المنهجية الجادة التي قامت بها.. والدراسات الأخرى التي شرفت بالترحال بين سفوحكم السافرة جمالاً. وهل ترى بأن عجلة النقد المحلي قد استوعبت بجدية الحراك الذي نتمنى منه مناهضة أتلادنا في الوطن العربي؟
- عجلة النقد المحلي في المملكة استوعبت نوعاً ما جدية الحراك الأدبي السعودي.
- العرابي من الأصوات النقدية الجادة سبرت أغوار تجربتي الشعرية من الزاوية التي اختارتها.
الأستاذة مستورة العرابي أعتبرها من الأصوات النقدية الجادة في المملكة. وقد استطاعت بجهودها المقدرة واجتهاداتها النقدية المميزة وبحوثها الأدبية وسمعتها الأكاديمية، أن تحفر لنفسها مكانة مرموقة في الساحة الأدبية السعودية. أما بالنسبة لكتابها «التشكيل الجمالي في شعر عبد العزيز خوجة» فأعتبره دراسة رائدة وجادة لشعري، تسبر أغوار تجربتي الشعرية من الزاوية التي اختارتها الناقدة. وأنا اعتز بهذه الدراسة التي جاءت بهذا العمق وبهذه الكثافة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على القدرات الإبداعية والإمكانيات الفكرية والعمق الثقافي للأستاذة مستورة العرابي، التي جعلت من النقد مادة رائعة للقراء، واستطاعت أن ترسم بريشة فنان مقتدر لوحة نقدية ذات حمولة إبداعية ممتعة، أزاحت عن وجه النقد تلك الصرامة المتجهمة، لكن دون التفريط في جديته والالتزام بقواعده الأكاديمية والأدبية. وأحياناً يستطيع الناقد أن يكتب وأن يرى ما لا يراه الشاعر نفسه.
أما في ما يتعلق بالدراسات النقدية الأخرى التي تناولت شعر عبد العزيز خوجة، فقد أسهمت في تكوين رصيد أدبي وأكاديمي، وخلفية معرفية لكل الدارسين والباحثين في مجال الشعر، مما يتيح لهم التعمُّق في دراسة تجربتي الشعرية المتواضعة.
وأرى أن عجلة النقد المحلي في المملكة قد استوعبت نوعاً ما، جدية الحراك الأدبي السعودي، الذي أصبح له صوت مسموع في الوطن العربي من خلال العديد من المبدعين السعوديين الذين تألقوا في مجالات القصة والرواية والشعر ومختلف أنواع الفنون. لكنني أعتقد بأن حركة الإنتاج الأدبي والثقافي في المملكة، تمشي بخطى أسرع من حركة النقد الذي يقوم بجهود حثيثة لمواكبة الركب.
* موسم الحج كما هو رمز للُحمة المسلمين فهو ميدان فيه تتساوى جميع البشر ناهيك بأنه أعظم محفل رمزي ومشرق للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً صدقاً ننتقد إعلامنا بأنه لم يبذل عناية التغطية الوافرة والمهنية بتسليط الضوء على هذا المشهد الفريد والروحاني بحرفية إعلامية في تبريز جهود المملكة الضخمة وتصديره للعالم ليرى كيفية حجم العمل الجبار الذي تقوم به الدولة لخدمة ضيوف الرحمن والخدمات العظيمة المبذولة تجاه هذا الركن العظيم.. الكثير يرى بأن إعلامنا ما زال يتأرجح بين الارتجالية والمبادرات غير المسبورة الغور، أما آن الأوان بأن نخلق عملًا إعلاميًا ممنهجًا ذا إستراتيجية مدروسة ويكون على رأسها مثلاً قنوات مرئية مستقلة فقط لموسم للحج وإظهار جهود حكومتنا الرشيدة ويكون الطاقم لا شغل له إلا إيصال الصورة بكل لغات العالم وتسليط الضوء على هذا المشعر العظيم ونشر رسالة الإسلام ممثلة برائدة حمله مملكتنا الحبيبة؟
لنكن صرحاء لم يزل إعلامنا يحبو في هذه المسألة ولم يعطها حقها من الإنصاف؟
- الإعلام عالم يموج بتطورات سريعة لا يمكن ملاحقته.
- ومن يقول إن إعلامنا «لم يزل يحبو» غير منصف.
إن الإعلام عالم يموج بتطورات سريعة لا يمكن ملاحقتها، خاصة في زمن انفجار ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وانتشار الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. وهناك جهود كبيرة تبذل على المستوى الرسمي لمسايرة ركب التطور الإعلامي السريع. ولا يمكن أن ننكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تبذل ما في وسعها لتوفير كل الإمكانيات المادية واللوجستية والبشرية، لتطوير الخدمات الإعلامية في المملكة حتى تتمكن وسائل الإعلام الرسمية من القيام بدورها على الوجه الأكمل. والقول بأن إعلامنا «لم يزل يحبو» فيه نوع من عدم الإنصاف. فقد تحقق الكثير وما زالت المسيرة متواصلة لتحقيق المزيد من الإنجازات. وأعتقد أن الإعلام السعودي، إعلام متنوع فبالإضافة إلى وسائل الإعلام الرسمية هناك الإعلام الخاص الذي يضم كثيراً من القنوات المتنوعة التي تؤدي دورها بنجاح ملحوظ.