نحن مستهلكون لما ينتجه الغرب من سلع بما في ذلك الفن المبتذل. لن أخوض في كيفية اجترار النُخَبْ في الدول النامية للثقافة والفن الغربيين، ولكن لا يوجد فنان يكتب لنفسه وحسب، إنما للجمهور الذي يقبله أو يرفضه. الوعي الجماهيري المأسور لمناهج تلقينية وصحافة معزولة عن ابسط همومه، لم يجد ملاذاً إلا مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلته فريسة لمزيد من العزلة والتغريب والابتذال.
عندما أقرأ في عكاظ لعملاق القصّة القصيرة محمد علوان، الذي يختصر الهم الاجتماعي بقصة مكونة من جملة عربية واحدة فقط، قوله (نصوصي لم تُنْصَف) يتفجر في قرارة نفسي الثكلى وجع، أعتقد أنه ليس وجعي لوحدي، إنما هو وجع الجمهور المحروم من الفن الجاد.
هذا العنوان الذي أبدعه (أبو غسان) هو صرخة، ولكنها ليست صرخة فرد، إنما صرخة وعي ممزق ووطن لم يتشكل بعد.
هل أرى يوما نخبنا تستفيق؟ وتخرج من وحل المعارك الساذجة بين أفرادها من أجل المجد الشخصي؟
لست فنانا لأوظف قدراتي في اتجاه وعي وذوق الناس، كما فعل ويفعل محمد علوان أو الموهوبون غيره، ولكن لا أحد يستطيع منعي من الحلم والأمل.
محمد علوان مدرسة في فن القصة القصيرة لا يمكنها أن تُنْصف إلا بمأسسة الأدب والفن، وجعله مدماكاً لإعادة إنتاج الوعي والذوق الجمعي لتحقيق التنمية المنشودة.
- د.عادل العلي