شُنِّي جفاءً .. في الهجاءِ تفنَّنِي
لكِ مقعدانِ بهاجسي وبموطني
مهما فعلتِ فأنتِ أنتِ طفيلةٌ
تلهو لِتُلْهِبَني وتُنْكِرَ أنَّني..
تحنو إذا غضبتْ عليَّ فإن صفتْ
بالمرِّ يغلي ..كم سقتْ لتَعُلَّني!
بلغتَ ذرى نورٍ فقلتُ لعلَّها
فتملْمَلتْ أإلى [الضيا] لم ترْكُنِ؟
وكأنَّها من غيرِ رابطةٍ سمَتْ
بسُموِّها أنَّى نوتْ وكأنَّني!
يا أنتِ رفقاً ما قصدتُكِ عابثاً
لكنَّ شذْوَكِ ما بعدْتِ يهمُّني
يغتالُ في نفسي الرَّزانةً جالباً
من غيرةِ النُّبلاءِ فحوى لا تَني
ويثيرُ في فكري وفاءاً نابضاً
ما نزَّ من سَفهٍ وغاوٍ أرْعَنِ
أخشى عليكِ سماجةً لا ترعوي
وتسلُّطاً من سادرٍ لا ينثني
لو أنَّ صوتاً ما تأثَّرَ دمْدَمتْ
جهةُ الأماكنِ ..لستُ بالمُتدَمَّن
لِمَ تغضبين إذا شدوتكِ مغرياً
بالنَّجْوِ، لطفاً كم رجوتُ لتأمَني؟!
إنِّي هزمتُكِ إذْ صَبَوتِ تمدُّناً
وهُزِمتِ-أيضاً- إذْ ذمَمْتِ تديُّني
من قال بوحكِ للحضارةِ صورةٌ
أزرى بمنهجِ شامخٍ مُتمدُّن
..فنٌّ وإبداعٌ نعمْ لكنَّه
يُغري هنا أفطِنْتِ؟ أمْ لمْ تفطني؟
أغدا التَّمذهبُ حجةً لذوي الهوى
تسري به الأوزارُ بالزيَّغ [الدَّني]؟
أمْ صارتِ الأسفارُ باباً مُشْرعاً
للمولعين بكلِّ ذنبٍ مُعلَنِ؟
حاشاكِ لمْ تمضي لدربٍ فاحشٍ
لكنَّ للشُّبهاتِ وجْهَ تلوُّنِ
والصَّون يُضفي للجمالِ حلاوةً
كم شدَّني عنْفاً إليه وهزَّني!
أوما ترين البثُّ أحياناً يُرَى
-إنْ غاب عن فكرٍ- هوى مُتمَجِّنِ؟
بزغَتْ ذئابٌ- قد فهمتِ- وجاذبتْ
حِسَّاً فكان الهتْفُ غيرَ مطمئنِ
وبدوتُ مشدوهاً أشرتُ معاتباً
وعواطفي تسمو لأعلى مسكنِ
فرأيتِ ثوبَ الصُّبْحِ ثوباً مُظلماً
والليلَ ثوباً مشرقاً لم يُدْهنِ
فغرستِ في قلبِ المُنَهْنهِ طعنةً
ومراهماً أقسى لتَسْبرَ معدني
يا حلوةَ الوجهيْن وجهَ مشاعرٍ
و..توَرُّدٍ أحلى.. سَنَيٌّ ..لا [سني]
ما هكذا يلقى المُريدُ سلامةً
لمليحةٍ قرأتْ بغير تمعُّنِ
لو أنَّها نظرتْ بعين تأمَّلٍ
بقيَ البياضُ بلا سوادٍ مُحْزنِ
ولأطرقتْ سمعاً وطوعاً .. لائمي
عذراً وشكراً، ما شدتْ لتذُمَّني
ماذا جرى؟ أغدا الدَّواءُ مُجَرَّماً
والحبُّ للدَّاءِ المُسمِّمِ ينحني؟
للفتنةِ الرَّعناءِ أبوابٌ لقدْ
فُتِحتْ جميعاً للهوى المُتعفِّنِ
والعقلُ ميزانٌ فإمَّا خافضٌ
طيشاً وإمَّا رافعٌ [للأحْسَنِ]
حاشاكِ قلتُ: فليتَ [حاشا] منطقٌ
بكِ صادقٌ لأكونَ خيرَ مُثمِّنِ
عاتبتُ فيكِ هواجسي فتضافرتْ
ما تُقتُ للصَّمتِ الخليِّ تأزُّني
وصرفتُ عنكِ تأمُّلي فتكاثرتْ
روحُ الدَّوافعِ، خاطري لم يسْكنِ
فهززتُ كمْ جِذْعٍ ولا أدري وكمْ
ساءلتُ نفسي ما اهتديتُ لمكْمَن!!
فخذي البراءةَ مقعداً لخصومتي
وارضي بأحكامِ الضَّميرِ ودنْدنِي
صيغي الصَّفاءَ لنا أجلَّ قصيدةٍ
ما مثلُها، للانتماءِ تفنَّنِي
.. حسْنُ الخواتمِ مُرْتجى أهلِ النَّهى
ومواصلُ الخيراتِ في الدُّنيا [الغني]
ماذا سيحملُ راحلٌ من ذي الدُّني؟
قلتُ السّؤالُ: .. لحافرٍ ومُكفِّنِ
لا شهرةٌ تغدو مع الغادي ولا
مالٌ فلا أهلاً بسَعدٍ مُفْتِنِ!
1437/12/5هـ
- شعر/ منصور محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com